من المتنظر أن تعقد التنسيقية المحلية لمناهضة الغلاء وارتفاع الأسعار والدفاع عن الخدمات الاجتماعية في بوعرفة اجتماعات مع عموم السكان لتقييم الوضع الجديد بعد الاستجابة لأغلب مطالبها واتخاذ القرارالملائم في معركة مقاطعة أداء الفواتير التي دامت ثلاث سنوات ونصف. وتمثلت مطالب التنسيقية التي ناضلت من أجلها طلية هذه المدة في إعفاء المواطنين من الفواتير السابقة وعددها أربعة عشرة فاتورة (الفاتورة دورية) من أواسط سنة 2006 وإلى غاية 31 دجنبر 2009 وسيتكلف المجلس البلدي بمعية شركائه بتسديد هذه الفواتير التي تبلغ قيمتها الإجمالية مليارا وأربعمائة مليون، وتعميم شبكة التطهير على كل أحياء بوعرفة بنسبة مائة في المائة، على أساس بدء العملية في إطار مشروع تأهيل المدينة بتكلفة إجمالية قدرها ملياران وخمسمائة مليون سنتيم، وإحداث مديرية إقليمية بجميع مصالحها، وتشييد بناية لها في المدينة، وإنجاز خزانين جيدين واحد لفائدة حي الجبل (أنجز فعلا) والآخر لفائدة كل المدينة هو قيد الدراسة، وإنجاز قناة للرفع من الصبيب، واستعداد المكتب الوطني للماء الصالح للشرب للاستثمار في تنمية المدينة والاشتراك في مشاريع تنموية وتحسيسية. وجاءت الاستجابة لهذه المطالب في لقاء تواصلي جمع التنسيقية المحلية لمناهضة غلاء الأسعار والدفاع عن الخدمات العمومية مع ممثلين عن الإدارة الجهوية والوطنية للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب وممثلين عن السلطة في شخص باشا المدينة ورئيس وأعضاء عن المجلس البلدي، الطرف الداعي إلى هذا اللقاء التواصلي. واعتبر الصديق كبوري، عضو التنسيقية والفاعل الجمعوي، أن ما تم تحقيقه من مكتسبات بعد نضال طويل للجماهير الشعبية مهمّ للغاية وأوضح أنه تمت الاستجابة للمطالب محليا لكن تبقى تلك المتعلقة بالمستوى المركزي، وستعلن التنسيقية عن موقفها بعد اجتماع أجهزة التنسيقية ومكوناتها. وأكد أنه ما زالت هناك ملفات أخرى تحمل مطالب شعبية كالتعليم والشغل والبنية التحتية وغيرها من متطلبات السكان الحيوية التي تضمن عيشهم الكريم... يذكر أن المنطقة التي تعتبر من أفقر المناطق في المغرب ومدينة بوعرفة على الخصوص شهدت خلال الثلاث سنوات الأخيرة غليانا كبيرا وتوترات اجتماعية تمت ترجمتها على أرض الواقع بعشرات المسيرات والمظاهرات الشعبية والاعتصامات المستمرة والدائمة والعشرات من الوقفات الاحتجاجية وإضراب عام، نشطها السكان تارة والمعطلون المجازون تارة أخرى، ورجال ونساء التعليم أحيانا وموظفو ومستخدمو الجماعات المحلية والتجار أحيانا أخرى، احتجاجا على التهميش والاقصاء والبطالة وتدهور الأوضاع الاجتماعية من غلاء في أسعار المواد الأساسية من سكر وزيت ودقيق وزبدة وحليب وفواتير الماء والكهرباء... ولا شك أن مشكل الماء الذي دامت معركته بين سكان مدينة بوعرفة مع المكتب الوطني للماء الصالح للشرب ثلاث سنوات ونصف والذي أدى إلى مقاطعة الساكنة لأداء فاتورات استهلاك الماء، وهي تجربة تعتبر الأولى من نوعها على المستوى الوطني، رغم أنه كانت هناك تجارب في يعقوب المنصور في الرباط وفي بعض المدن المغربية، لكنها لم تصمد كثيرا.