سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يوجال: نتق في المغرب ومستعدون لوضع تجربتنا في خدمة نظامه التربوي المستثمر التركي ورئيس جامعة «بخشتهر» للمساء :نحن غير راضين عن حجم التعاون التركي المغربي في مجال التعليم
قال أنور يوجال، رجل أعمال تركي ورئيس مجلس الأمناء لجامعة «بخشتهر» بإسطمبول إنهم في تركيا لا يعرفون الشيء الكثير عن المغرب، باستثناء إثنين من المفكرين المغاربة اللذين ترجمت مؤلفاتهما إلى اللغة التركية، مشيرا في هذا الحوار مع «المساء» إلى أنه فوجئ بوجود أفلام تركية مدبلجة بالدارجة المغربية والتي تحظى بنسبة مشاهدة كبيرة من طرف المغاربة. وأعرب أنور يوجال عن رغبته في إعادة إحياء العلاقة التاريخية التي جمعت في حقبة من الزمن بين المغرب وتركيا عبر بوابة الاستثمار في المجال التربوي والتعليمي والسينمائي، مؤكدا على أن جامعته مستعدة لوضع تجربتها الممتدة لأكثر من 40 سنة في خدمة النظام التعليمي المغربي وتخصيص منح دراسية لطلبة مغاربة للدراسة في مؤسساتها التعليمية بتركيا. - جئت على رأس وفد تركي يمثل جامعة «بخشتهر» في إسطمبول في زيارة إلى المغرب. ما هي دواعي هذه الزيارة؟ هدفنا من هذه الزيارة هو الاستثمار في المغرب في المجال التربوي والتعليمي، لكن دعني أقول لك في البداية إننا نمثل جامعة من القطاع الخاص ذات شهرة عالمية ولها مؤسسات تعليمية كثيرة. برامجنا التعليمية موجهة إلى كل المراحل التعليمية ابتداء من مستوى الروض إلى المستوى الجامعي. ويقدر عدد الطلبة، الذين يدرسون بمؤسساتنا التعليمية بأكثر من 130 ألف طالب. أما عدد المجموعات المدرسية التابعة لنا فيقدر ب20 مجموعة. ولنا أيضا 180 مركزا متخصصا في إقامة الدورات التعليمية, ولدينا جامعة تدرس العديد من التخصصات أنشأناها قبل 12 سنة ويدرس بها أكثر من 11 ألف طالب باللغتين الإنجليزية والتركية, ويوجد مقرها في أجمل موقع بإسطمبول, هو «الأندلما كيفوسكوف». - وما هي أوجه الاخلاف والتباين بين البرامج داخل جامعاتكم والبرامج التعليمية المعتمدة من طرف الدولة التركية؟ هذه جامعة وقفية حسب القانون التركي. وكل الجامعات الخاصة في تركيا هي جامعات وقفية ومعترف بها في كل العالم، وأنا واحد من المؤسسين لها. ويوجد في هذه الجامعة 27 % من الطلبة يدرسون بمنحة تخصصها لهم إدارة الجامعة، فيما نستثني الطلبة المتفوقين من أداء رسوم أو مصاريف الدراسة. ولنا شراكة مع عدة جامعات أوربية ولنا أيضا شراكة من 27 جامعة أمريكية. كذلك تربطنا علاقة شراكة مع العديد من الجامعات في اليابان وكوريا الجنوبية والصين. وهي شراكات علمية تروم النهوض بقطاع التربية والتعليم. وهدفنا على المستوى البعيد هو أن تكون لنا شراكة مع أكبر عدد ممكن من الجامعات في كل العالم حتى يصبح لجامعتنا صيت عالمي بقيمة مضافة. - وماذا عن مستوى التكوين داخل جامعاتكم. هل أسهمها مرتفعة في سوق الشغل؟ دعني أقول لك في هذا السياق إننا نركز في جامعاتنا على التكوين الجيد للطلبة ونضمن لهم الجو المناسب لهذا التكوين. ويكفي أن خريجي المؤسسات التابعة لنا لا يجدون صعوبة كبيرة في الحصول على مناصب شغل، بل إن العديد منهم يؤسسون مشاريعهم الخاصة في التخصصات التي درسوها. وطلبتنا يحصلون على مناصب شغل ليس فقط داخل تركيا، فنحن نعمل على تأهيلهم ليشتغلوا في كل دول العالم. وقبل أن يتخرج طلبتنا، فإننا نضمن لهم التكوين الميداني والاشتغال في قطاعات مهمة جدا كالبنوك والتسيير القطاع المالي والإداري والمؤسساتي حتى تكون لهم خبرة وتجربة قبل أن يلجوا سوق الشغل. كما أننا نفتح المجال لكل طالب لديه فكرة مشروع أو فكرة اختراع في مجال من المجالات، وذلك من أجل دعم وتمويل مشاريع طلبتنا ومساعدتهم على تجاوز كل المشاكل التي تعترضهم. وأستطيع أن أقول لك إن العديد من طلبتنا يوقعون عقود عمل أحيانا مع مؤسسات وشركات حتى قبل أن يتخرجوا من جامعاتنا. - لكن ولوج هذه الجامعات ليس متاحا لجميع الطلبة، بل يقتصر فقط على نخبة من الطلبة بمعايير خاصة. هذا ليس صحيحا، جامعاتنا مفتوحة لكل طلبة العالم، ولكن نشترط أولا وقبل كل شيء التفوق الدراسي. - لكن الدراسة في جامعاتكم مكلفة جدا وقد تصل إلى 70 مليون سنتيم في الموسم الدراسي الواحد؟ ليس الأمر بهذا الشكل، إذا كان هناك طلبة من أسر فقيرة وليست لهم الإمكانيات المادية لأداء الرسوم المطلوبة للالتحاق بمؤسساتنا، فإن إدارة الجامعة تضمن لهم منحا دراسية طيلة مشوارهم الدراسي، لكن الشرط الوحيد المطلوب توفره في الطالب الراغب في المنحة هو التفوق الدراسي. وفي تركيا هناك مليون ونصف المليون من الطلبة الذين يرشحون أنفسهم لاجتياز اختبارات كلية الحقوق، ونحن نختار منهم ال300 الأوائل، وهؤلاء ال300 يدرسون بشكل مجاني في جامعاتنا ولا نطلب منهم أي رسوم، ولكن عليهم فقط أن يحصلوا على نقط عالية. - هذا خاص بالطلبة الأتراك.? نعم هذا خاص بالطلبة الأتراك لأن لهم وضعية خاصة. لكن، نحن مستعدون أن نفتح أبواب جامعاتنا في وجه الطلبة المغاربة للالتحاق بجامعاتنا بشرط واحد هو أن يكونوا حاصلين على الباكالوريا بالمعدل الذي نشترطه. وعند تخرجهم من جامعاتنا يمكن أن نضمن لهم الدراسة سنة أو سنتين في الجامعات الأوربية أو الأمريكية التي تربطنا بها عقود شراكة. - هل لديكم طلبة مغاربة يدرسون في جامعاتكم؟ مع الأسف لدينا طالب مغربي واحد فقط، وهو يدرس بمنحة قدمتها له الجامعة لأنه متفوق جدا. وقبل أن يلتحق بجامعتنا، قضى هذا الطالب سنة كاملة في تركيا لدراسة اللغة التركية. وقد قبل حاليا في قسم الإدارة، الذي ينتظر أن يدرسه في الموسم الدراسي القادم بعد أن يكمل السنة التحضيرية في اللغة الإنجليزية المعتمدة في نظام التدريس عندنا وليس اللغة الفرنسية كما هو معمول عندكم في المغرب. ولأنه يتقن اللغة الفرنسية واللغة العربية، فقد ارتأت الجامعة أن تضمن له عملا موازيا في المكتب الدولي التابع للجامعة. ولأننا نريد أن نستفيد من طلابنا، فقد ارتأينا تشغيله لنستعين به في سياق الانفتاح على المغرب وعلى العالم العربي، في إطار ما نسميه «نظام تشغيل داخلي» خاص بطلابنا. - وماهي التخصصات التي تدرسها جامعاتكم؟ لدينا عدة معاهد، منها معهد العلوم الاجتماعية ومعاهد للدراسات العليا لنيل الماجستير والدكتوراه. ولدينا كليات للحصول على شهادة «البكالوريوس» ومنها كلية العلوم والفنون وكلية الهندسة وكلية لتدريس التواصل والحقوق والمعمار والاقتصاد والتجارة. - ولماذا اخترتم الاستثمار في المغرب؟ لاحظنا أن هناك تشابها بين تركيا وبين المغرب. فإذا كانت تركيا هي بوابة آسيا، فإن المغرب هو البوابة المفتوحة على كل بلدان إفريقيا. وكلا البلدين يصنفان ضمن البلدان النامية، وتحذوهما الرغبة معا في تحديث مؤسساتهما. وكلا البلدين لهما قواسم ثقافية مشتركة، وهذا مكسب مهم. ونحن يمكن أن نساهم في تأسيس علاقات جيدة بين البلدين على كافة المستويات. وهذا مكسب للبلدين اللذين يمكن لهما أن يبنيا تقدمهما وتطورهما وتنميتهما المشتركة على ما هو جامع بينهما. - وهل تعتبرون الاستثمار في التعليم أول خطوة لبناء هذا التقارب بين البلدين؟ نعم، التعليم هو الأصل وهو نقطة الانطلاقة لتقارب حقيقي بين البلدين. ولهذا، نحن نرغب في أن يسجل أكبر عدد ممكن من الطلبة المغاربة في جامعاتنا ومحركنا في السياق ليس هو البعد التجاري كما يتوهم البعض، وإنما المحرك هو تعزيز الروابط الثقافية المشتركة بيننا. ونحن لدينا مشروع موجه للطلبة المغاربة يرمي إلى تخصيص منح للدراسة بالمجان في جامعاتنا. - هل التقيم بعض المسؤولين المغاربة أثناء هذه الزيارة إلى المغرب؟ هذه أول زيارة لي إلى المغرب، لكن سبق للمسؤول عن العلاقات مع العالم العربي وأفريقيا لجامعتنا (برهان كورغلو) والذي يرافقني حاليا ضمن هذا الوفد, أن زار المغرب في وقت سابق. والهدف من هذه الزيارة الثانية هو أولا التعرف على المغرب وعلى نخبه الفاعلة في المجال التربوي وكذلك السينمائي لأن جامعاتنا تتوفر أيضا على معهد سينمائي والمسؤول عنه يوجد أيضا ضمن هذا الوفد. - إذن التقيتم بمسؤولين مغاربة. نعم، التقينا بمسؤول مغربي واستمعنا إلى وجهة نظره. وكان هذا الاجتماع مفيدا جدا بالنسبة إلينا، حيث تطرقنا إلى مختلف القضايا التي تهم هذا الجانب المتعلق بالاستثمار في قطاع التربية والتعليم. وقد كشف لنا هذا المسؤول عن نية المغرب في تأسيس جامعة كبيرة تدرس فيها مجموعة من التخصصات بأربع لغات هي الإسبانية والإنجليزية والفرنسية والعربية. وقد أبدينا استعدادنا لتقوية هذه المؤسسات التي يريد المغرب أن ينشئها عبر تزويدها بأحدث التقنيات ووسائل التدريس المتطورة وبوضع البرامج المناسبة وضمان تدريب بجودة عالية لأساتذتها وتبادل الطلبة والأساتذة. ونحن مستعدون أيضا أن نضع تجربتنا، التي راكمناها لمدة 40 سنة من الشراكة مع الجامعات في أوربا أو أمريكا أو آسيا في خدمة التعليم في المغرب. كما أننا مستعدون لدعم المراحل التعليمية الخاصة بالتعليم الابتدائي والثانوي. - لكن ألن يؤدي الاختلاف الحاصل في البرامج التعليمية بين البلدين إلى ظهور بعض المشاكل التربوية لدى الفئات المستهدفة من الطلبة المغرب؟ نحن لسنا هواة في المجال التربوي. نحن لدينا تجربة طويلة في هذا المجال تمتد لأربعين سنة كما قلت سابقا. وبرامجنا التعليمية صيغت بمعايير دولية، ونحن لا نقدم نمطا تربويا واحدا لكل الطلبة بغض النظر عن انتماءاتهم الجغرافية والثقافية، وإنما نقدم برامج تعليمية بمراعاة حاجيات الطالب وخصوصياته المعرفية والثقافية. واعتقادنا أن كل طالب لديه القدرة على أن يتعلم وفق القواعد التربوية السليمة والصحيحة والمعترف بها عالميا. ونحن نختبر جميع الطلبة واحدا واحدا لنعرف قابليته واستعداده وميوله قبل أن يحال على التخصص المناسب له، لأن التعليم ليس هو شحن الطالب بالمعارف والمعلومات، وإنما بإكسابه المنهجية على توظيف هذه المعارف في متطلباته اليومية وإكسابه القدرة على الإنتاج وليس التلقي فحسب بدون تمييز بين المعارف وفق نظامه الثقافي الخاص به. بمعنى أن برامجنا التعليمية يجب أن تجيب عن أسئلتنا نحن، وليس عن أسئلة الآخرين، لكن بدون انغلاق على الذات والتقوقع حولها. - كيف تقيمون حجم التعاون التعليمي والتربوي بين المغرب وتركيا؟ أنا آسف أن أقول إن التعاون بين تركيا والمغرب غير موجود في المجال التربوي رغم وجود قواسم مشتركة بين البلدين، ونحن نسعى إلى تقوية هذا التعاون لإحداث قفزة نوعية في التعاون التعليمي ووضع كل التجربة التركية في خدمة النظام التربوي المغربي وتزويده بوسائل التدريس الحديثة، لأنه لم يعد مقبولا اليوم تشييد المدارس والمؤسسات التعليمية الكبيرة فقط، وإنما لابد من الانتباه لوسائل العمل والآليات والتقنيات المعتمدة في تخزين وجمع وتلقين هذه المعارف والمعلومات للطلبة. ويبدو لي أن المغرب لا يولي أهمية كبرى إلى هذا الجانب المتعلق بإدخال الوسائل الحديثة إلى نظامه التعليمي. وبالتالي لا معنى أن نشيد جامعات كبيرة بأموال طائلة ونغفل تزويدها بالوسائل الحديثة في التكوين الفعال والجيد. - لوحظ مؤخرا توجه العديد من المستثمرين الأتراك إلى الاستثمار في المغرب وفي مجموعة من الدول العربية. هل الأمر راجع إلى وجود «إسلامي» على رأس «تركيا العلمانية» اسمه الطيب أردوغان؟ (يضحك..) أنا لست إسلاميا، ولكن ما قام به الرئيس الطيب أردوغان في دعم القضايا العربية العادلة مهم جدا. وهذا الأمر شجع المقاولين الأتراك في التوجه نحو الاستثمار في الدول العربية والإسلامية. وأنا سعدت عندما التقيت قبل أيام بمجموعة من العرب على مائدة عشاء وقالوا لي «إنهم يتمنون أن يكون في كل دولة عربية زعيم مثل أردوغان». - إذن التوجه نحو الاستثمار في الدول العربية هو جزء من السياسة الخارجية لتركيا في عهد أردغان. بالتأكيد، وهو أيضا ركيزة أساسية في استراتيجيته تجاه العالم العربي، لكن لا يقتصر الأمر على الجانب المتعلق بالاستثمار، وإنما تضم هذه الاستراتيجية جوانب أخرى تهم قطاعات أخرى كالتربية والتعليم والصحة والعمل المدني. - لكن ما هو تعليقكم على وجود رجال أعمال أتراك يفضلون الاستثمار في إسرائيل عوض العالم العربي. استراتيجية تركيا هي أن يكون لها حضور في كل بقاع العالم، ونحن منفتحون على جميع التجارب في أي بقعة من العالم. ولكن عندما يتعرض أي شعب إلى الظلم من طرف أي دولة، فإننا لا نتردد في انتقادها. وهذا ما حصل بالضبط في العديد من المحطات، حيث كان للرئيس الطيب أردوغان مواقف مشرفة ليس فقط للعرب، وإنما لكل قوى التحرر في العالم. ونحن نؤمن أيضا بأن الشعوب لا دخل لها في كثير من القرارات السياسية التي يتخذها الحكام. وبالتالي لا ينبغي أن نعاقب شعبا بجريرة ارتكبها زعيمهم. ولهذا ينبغي أن نكون عادلين في أحكامنا على الشعوب. - أنتم تودون الاستثمار في المغرب. فهل تثقون في شفافية مؤسساته لحماية أموالكم؟ بالطبع. نحن لدينا الثقة في المغرب، وهدفنا من هذه الزيارة هو التعرف عن قرب عن صناع القرار في هذا البلد، الذي قفز خطوات مهمة في تحديث مؤسساته خلال السنوات الأخيرة. ونحن الآن برمجنا زيارة أخرى مماثلة في الأشهر القادمة سنلتقي خلالها رؤساء بعض الجامعات المغربية، وهدفنا التوصل إلى عقد شراكات سيتم بموجبها إرسال بعض الطلبة المغاربة إلى الدراسة في جامعاتنا. ولكن دعني أقول لك إنه ليس من اختصاصنا انتقاد السياسات الخاصة بكل بلد. فنحن مجرد مستثمرين في المجال التعليمي وتحذونا الرغبة في العمل المشترك مع المغرب حتى نصل إلى توطيد علاقات ثقافية متينة بين المغرب وتركيا عبر إقامة شركات مع الجامعات المغربية. - جامعتكم أيضا لها طموحات للاستثمار في المغرب في المجال السينمائي، ماذا يتضمن هذا المشروع؟ بالفعل، لدينا لقاءات مع مغاربة مهتمين بالمجال السينمائي، وقد برمجنا زيارة إلى مدينة ورزازات باعتبارها مدينة سينمائية ومحطة شهدت تصوير العديد من الأفلام العالمية. وأقول في هذا الصدد إننا نتوفر على مشروع لتصوير فيلم وثائقي كبير جدا يثير الإشكالات المرتبطة بالحضارات التي عرفتها الأمم والشعوب. وسنحاول أن نظهر فيه أيضا ثقافتنا للآخر كما هي وليس كما يتخيلها هو وفق قراءته المسبقة. - ما هو تعليقكم على وجود أفلام تركية مدبلجة بالدارجة المغربية تبث على التلفزيون المغربي؟ (يضحك) نعم، أنا لم أكن على علم بهذه القضية، لكن فوجئت بهذا الأمر, خاصة أن هذه الأفلام تحظى بنسبة مشاهدة كبيرة هنا بالمغرب كما قيل لي. وبالفعل، يسعدنا أن يكون هناك تواصل عبر المجال السينمائي بين المغرب وتركيا، ولكن في أفلام لها قيمة فنية، ونحن لنا رغبة في التعاون مع مخرجين معروفين بانخراطهم في المشاريع السينمائية الجادة, وهم كثر في المغرب. وفي هذا السياق عقدنا لقاء مع المخرج محمد العسلي، وقد دعوناه إلى زيارتنا في اسطمبول من أجل التفكير في مشاريع سينمائية مشتركة. يوجال: ترجمنا مؤلفات الجابري وطه عبد الرحمان إلى اللغة التركية لكن هذا غير كاف كيف تقيمون الحضور المغربي في تركيا؟ نحن لا نعرف الكثير عن المغرب، ونحن غير راضين عن حجم الحضور المغربي في تركيا وغير راضين عن حجم الحضور التركي في المغرب. ولأول مرة سنفكر في تخصيص يوم عن المغرب داخل جامعتنا نتحدث فيه لطلبتنا عن تاريخ المغرب وعن وحضارته وتراثه وقد نستدعي بعض الفرق الموسيقية المغربية للمشاركة في هذا اليوم قبل أن نختمه بندوة حول كل هذه القضايا، كما فعلنا مع العديد من الدول. إذن نخن بحاجة إلى تواصل أكثر مع المغرب خاصة أن هذه البلد كانت تربطنا به علاقات تاريخية، غير أنها توقفت في سياق دولي خاص، وبالتالي لابد من إعادة إحيائها. - هل لديكن مؤلفات مغربية مترجمة إلى اللغة التركية؟ نعم، لدينا مؤلفات مغربية في غاية الأهمية ترجمت إلى اللغة التركية. وفي مقدمتها مؤلفات المفكر المغربي الكبير محمد عابد الجابري والمفكر طه عبد الرحمن. وهذان المفكران معروفان ولهما شهرة واسعة وسط النخبة المثقفة في تركيا وأعمالهما مقروءة بشكل واسع، ولكن مع ذلك هذا غير كاف، ولا بد من توسيع هامش العمل المشترك بين تركيا والمغرب.