أدانت غرفة الجنايات الابتدائية بالرباط، أول أمس، رجل أمن ب15 سنة سجنا نافذا بعد قيامه بصب مادة «الدليو» الحارقة على جسد فتاة قبل إضرام النار فيها ما تسبب لها في حروق من الدرجة الثالثة. ورغم محاولة المتهم خلال الكلمة الأخيرة نفي التهمة عنه فإن المحكمة وجدته مذنبا لتستجيب لملتمس النيابة العامة بتطبيق أقصى عقوبة في حقه مع أداء غرامة للمطالب بالحق المدني قدرها 110 آلاف درهم. وكانت خيوط هده القضية قد تكشفت بعد أن عمد المتهم بعد ارتكابه لجريمته إلى نقل الضحية بمساعدة بعض معارفه على متن سيارة خاصة من مدينة سلا إلى المستشفى العكسري بالرباط، ثم إلى قسم المستعجلات التابع للمركز الاستشفائي ابن سينا، وبعد استفساره من طرف الفريق المداوم أخطرهم بأن الأمر يتعلق بتسرب غاز نجم عنه اندلاع للنيران في جسدها في حادث عرضي، إلا أن الأطباء اكتشفوا بعد الفحص أن هذه الرواية غير صحيحة، وأن الأمر ينطوي على شبهات جنائية. وعمدت إدارة المستشفى لإخطار مصالح الأمن بالواقعة بعد أن أكدت وصول حالة تتعلق بفتاة مصابة بحروق خطيرة جدا، يشتبه في أنها ناجمة عن عمل إجرامي وظفت فيه مادة سريعة الاشتعال، لتحل بالمكان فرقة أمنية باشرت جمع المعلومات بعد أن تعذر الاستماع للضحية بالنظر إلى وضعها الصحي، حيث تم الوقوف على أن الجريمة وقعة بشقة المتهم بمدينة سلا بعد خلاف بين الطرفين حسمه بإضرام النار في جسدها. وكان الجاني قد اعتقل من طرف عناصر تابعة للشرطة القضائية في محيط مستشفى ابن سينا بالرباط، قبل أن يتم إشعار وكيل الملك، لتصدر تعليمات بوضعه تحت الحراسة النظرية مع سحب سلاحه الوظيفي، فيما تم نقل الضحية البالغة من العمر 28 سنة في وضع صحي حرج إلى مركز متخصص في علاج الحروق. وبعد مباشرة التحقيق أنكر المتهم أن يكون وراء الحادث وتشبث بالرواية التي قدمها والمتعلقة بتسرب للغاز رغم مواجهته بالتقارير الطبية التي كشفت أن الحروق ناجمة عن صب مادة «الدليو» على جسد الضحية قبل إضرام النار فيها بشكل عمدي.