فرضت وزارة الشباب والرياضة على 33 جامعة رياضية ضمن عقدة الأهداف التي تم توقيعها أخيرا بمقر الوزارة، إجبارية سفر موظفي القطاع مع الجامعات في التظاهرات الدولية. لم تكتف وزارة السكوري الموقرة، بهذا الأمر، بل إنها خصصت بندا ضمن ميزانية الجامعات لهذا الغرض يتراوح بين 60 و100 ألف درهم، وعندما يسافر موظف الوزارة مع الجامعة فليس خافيا على أحد أن الجامعة يجب أن تكرم وفادته، وأن تخصص لسيادته إقامة محترمة في فندق من خمسة نجوم، ناهيك عن إجبارية نفحه بمصروف الجيب، وأن يعود إلى زوجته المصون وأبنائه الأعزاء بهدايا ثمينة تدخل الفرحة على قلوبهم وتجعلهم يرفعون أكفهم إلى السماء في انتظار سفرية جديدة للسيد الوالد ! بعملية حسابية بسيطة، سنجد أن وزارة السكوري، خصصت لموظفيها أزيد من 200 مليون سنتيم على حساب مالية الجامعات الرياضية. لكن المثير للانتباه في هذا الموضوع هو أن لا أحد من مسؤولي الجامعات أبدوا احتجاجهم على الأمر، أو سجلوا ملاحظاتهم أو تساءلوا عن الجدوى من سفر ممثلي الوزارة مع مسؤولي 33 جامعة رياضية إلى الخارج، وما الذي ستستفيده الرياضة المغربية من هذا الأمر. لقد بلعوا ألسنتهم، ولاذوا بالصمت، لأن معظمهم يعرفون أن لا مصلحة لهم في الدخول في اصطدام مع الوزارة أو موظفيها، الذين باتت لهم الكلمة العليا في كل شيء. هذا الذي قامت به وزارة الشباب والرياضة في نسختها الجديدة مع لحسن السكوري يرقى إلى مستوى «الفضيحة»، لأنه وبكل بساطة عملية تحايل واضحة من أجل ضمان سياحة موظفي الوزارة بالقانون على حساب المال العام. وزارة الشباب والرياضة ملزمة بتقديم أجوبة دقيقة حول الهدف من فرض «سياحة» موظفيها على الجامعة، وتحديدا وزيرها لحسن السكوري، لأن لا أحد من الوزراء السابقين لهذا القطاع «تجرأ» على فرض سياحة موظفيه على حساب المال العام. لقد جاء السكوري إلى وزارة الشباب والرياضة في سياق خاص جدا، وفي ظل التغييرات التي شهدتها الوزارة بعد إعفاء الوزير محمد أوزين، لذلك، وجد الرجل نفسه في منصب لم يكن يحلم به على الإطلاق. ويبدو أن الرجل اليوم لا يريد أن يكتفي بالحصول على تقاعد مريح عندما يغادر الوزارة، بل إنه يراهن أيضا على أن يترك لموظفيه الموقرين «ريع» السفر على حساب مالية الجامعات. للأسف لا أحد في هذا البلد السعيد، يحاسب أو يراقب أو يدق ناقوس الخطر، لذلك، بإمكان أي كان أن يفعل ما يريد. بقي فقط أن نشير إلى أنه عقب مباراة المنتخب الوطني لكرة القدم والرأس الأخضر بمراكش، كان لحسن السكوري وزير الشباب والرياضة، وفوزي لقجع في طريقهما إلى مستودع ملابس المنتخب الوطني، لتهنئة اللاعبين، فإذا بكاميرا التلفزيون، توقفهما من أجل الإدلاء بتصريح، ظل السكوري ينتظر لقجع إلى حين انتهائه من التصريح، لكن عندما انتهى لقجع وبدأ السكوري في الحديث، تركه لقجع وحيدا وغادر صوب مستودع الملابس، دون أن ينتظر انتهاء الوزير من تصريحه ليأخذه معه لدى اللاعبين، كما تفرض اللباقة ذلك. هذه اللقطة كافية لتؤكد كيف أن بعض رؤساء الجامعات المصنفة على أنها جامعات «سيادة» ينظرون للوزير الحالي بنظرة ليست جيدة.