استنفرت مصالح وزارة الداخلية، عشية الثلاثاء المنصرم، كافة أعوانها، واستدعتهم إلى اجتماع عاجل، مباشرة بعد العمليات الإرهابية التي استهدفت، صباح اليوم نفسه، العاصمة البلجيكية بروكسيل، مخلفة خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات. وكشفت مصادر «المساء» أن محمد حصاد، وزير الداخلية، دعا جميع ولاة الجهات وعمال الأقاليم بالمملكة إلى عقد لقاءات مع رؤساء الدوائر الخاضعين لنفوذهم، قصد السهر على مباشرة اتصالات موسعة مع الشيوخ والمقدمين لكشف مستجدات الاستراتيجية التي تعتمدها الدولة في إطار حربها على الإرهاب. وحسب المصادر، فإن الخطوات الاستباقية التي تباشرها الداخلية لإبطال مخططات الجماعات الإرهابية، ألزمت مصالح هذا الجهاز بإعلان حالة استنفار بمختلف الملحقات الإدارية، التي احتضنت، منذ يومين، اجتماعات وصفت بالسرية تلقى خلالها أعوان السلطة تعليمات صارمة بإحصاء كافة الشقق المفروشة والمنازل المعدة للكراء الموجودة ضمن المناطق التابعة لهم، بعد تنامي المخاوف من إمكانية استغلالها من طرف العناصر الإرهابية للإعداد لمخططاتهم التخريبية. وحثت الوزارة أعوانها على تجديد صلتهم بالحراس الليليين للأحياء والسيارات، وكذا ببوابي العمارات، وتشديد المراقبة على الناقلات ذات اللوحات الأجنبية، وعدم التردد في إشعار مسؤوليهم بأي حركة غير عادية مثيرة للريبة، ومد أقسام الشؤون الداخلية بالبيانات والمعطيات بشأن هويات بعض الأشخاص الذين تحوم حولهم الشبهات، خاصة منهم المغاربة المهاجرين والأجانب. كما دعا الوزير حصاد رجاله إلى مراسلة أصحاب مستودعات قنينات الغاز السائل قصد اتخاذ جميع التدابير والإجراءات الأمنية لإفشال أي هجوم أو مخطط تخريبي قد تكون هدفا له من طرف الخلايا النائمة للجماعات الإرهابية، كما شدد على ضرورة نقل تلك المخازن خارج التجمعات السكنية والمناطق الصناعية الكبرى. وأضافت المصادر ذاتها أن وزير الداخلية أصدر تعليمات صارمة لمسؤولي الإدارة الترابية قصد إلزام موزعي قنينات الغاز المنزلي بتشديد المراقبة على مستودعاتهم وتعزيزها بالوسائل الوقائية واعتماد التقنيات الحديثة والوسائل الفنية المساعدة على تأمين تلك المنشآت لحمايتها من أي أعمال ترتكب ضدها وتأمينها من مختلف المخاطر الأمنية. وكشفت تقارير أنجزتها لجان مختلطة قامت بإجراء معاينة ميدانية من أجل تقييم واقع تنظيم وتخزين قنينات الغاز، أن معظم المستودعات تخالف شروط الأمن والسلامة العامة، لاسيما من حيث تخزين هذه المادة سريعة الاشتعال وسهولة اقتحامها من طرف العناصر المتطرفة التي قد تلجأ إلى السطو على عدد من قنينات الغاز لاستعمالها في عملياتها الإرهابية. وأفادت المصادر بأن المسؤولين حثوا الموزعين على تكثيف الحراسة بالنهار والليل ووضع كاميرات المراقبة داخل المستودعات والتوفر على مستخدمين مؤهلين في ميدان الوقاية من الحرائق عند التدخل الأولي ووضع العدد الكافي من مطافئ الحريق والحرص على تشييد خزان للماء الخاص بنظام الرش والتبريد لحماية مخزون قنينات الغاز من الحرارة أثناء نشوب النيران. ووفق معطيات مؤكدة، فإن وزارة الداخلية حذرت أصحاب مخازن أسطوانات الغاز من مغبة الاستهتار بتعليماتها والتماطل في إنجازها، وهددتهم، في رسالة توصلت «المساء» بنسخة منها، باتخاذ الإجراءات العقابية اللازمة طبقا للقوانين والأنظمة الجاري بها العمل، وذلك حماية لصحة وسلامة المواطنين، على حد تعبيرها.