لم تتوقف المكالمات الهاتفية بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ومسؤولي الرجاء البيضاوي والجيش الملكي من جهة، وبين أعضاء المكتب الجامعي في ما بينهم من جهة أخرى، حول سر التأجيل المفاجئ لمباراة كأس السوبر إلى أجل غير مسمى، والتي كان من المقرر أن تجمع الرجاء، الفائز ببطولة الموسم الرياضي الماضي، والجيش الملكي، حامل لقب كأس العرش، يوم السبت القادم بملعب مركب محمد الخامس بالدارالبيضاء. وعلمت «المساء» أن التأجيل يعد من تداعيات الخلاف الحاصل بين جامعة كرة القدم ووزارة الشباب والرياضة، إذ أن الاجتماع الذي عقد يوم الأربعاء الماضي حول مباراة السوبر، قد خلص إلى إشعار الوزارة الوصية عبر المسؤول الجامعي رشيد الوالي العلمي، الرئيس المنتدب للجنة تدبير بطولة النخبة، لكن المراسلة أحيلت على «جهات عليا» للتزكية ووضعها ضمن أجندة المواعيد الكروية البارزة، على غرار ما هو متعارف عليه في أوربا. وأمام بطء المساطر، تقرر تأجيل المباراة وأشعر الفريقان هاتفيا بالقرار دون تقديم مزيد من التفاصيل، بل إن العديد من مسؤولي الفريقين قرؤوا الخبر في الصحف الوطنية صباح السبت. وتلقى محمد مفيد، عضو المكتب المسير للجيش، الخبر في مقبرة الشهداء بالدارالبيضاء أثناء حضوره مراسيم دفن الرئيس السابق للوداد البيضاوي أحمد حريزي، مما ألغى الاجتماع العسكري الذي كان مقررا لتدارس ترتيبات المباراة، كما ألغي المعسكر المغلق الذي كان من المنتظر أن يدخله اللاعبون يوم الثلاثاء. ووجدت الجامعة نفسها في ورطة، أمام هذا الطارئ، خاصة وأن شركة إيطالية ظلت تتصل بالمكتب الجامعي لإرسال كأس السوبر التي أنجزت وفق مواصفات خاصة، وتسديد فاتورته، كما أخلف المسؤولون وعدهم مع شركة هونداي التي اتفقت مع المنظمين على إهداء سيارة كجائزة لأفضل لاعب في المباراة، مقابل استغلال بعض المساحات لوضع العلامات الإشهارية، بل إن الجامعة انتدبت مجموعة من الصحافيين الرياضيين كلجنة لاختيار نجم المباراة، واتفقت المديرية مع طاقم التحكيم بقيادة العاشيري على ترتيبات المواجهة وبروتوكولها، فضلا عن شكليات النقل التلفزي. وقال عضو جامعي ل»المساء»، إن الجامعة حرصت على استنفار المستشهرين لهذا الحدث، وأكد أن فاتورة كأس السوبر لحد الآن هي «صفر درهم». ورغم إلغاء مباراة السوبر فقد اتفقت إدارة الجيش الملكي والرجاء على خوض مباراة ودية يوم الأحد المقبل بملعب الأب جيكو بالدارالبيضاء، لكن مع تعديل بسيط في موعد انطلاقها، والذي جرى تقديمه من السابعة مساء إلى الثالثة عصرا. على أن يقتسم الفريقان معا مداخيل المباراة. وخضع لاعبو الجيش، أمس الأحد، لحصة تدريبية خصصت لإجراء الاختبارات البدنية، وذلك في أفق خوض حصتين تدريبيتين، اليوم الإثنين، سيتركز فيهما الاهتمام على الجوانب البدنية، علما أن بعض اللاعبين كانوا يترددون على المركز الرياضي العسكري لخوض تدريبات انفرادية رفقة المعد البدني محمد بنحيدة. ويتعلق الأمر بمحمد أرمومن، عصام الراقي إضافة إلى حارس المرمى خالد العسكري، أما الرجاء فاستبدل معسكر بوسكورة بتداريب عادية استعدادا لمباراة سوبر غير رسمية. وعلاقة بالموضوع، استقبلت كل مكونات جمهور العاصمة الرباط نبأ تأجيل مباراة السوبر بذهول كبير، خصوصا أنها كانت قاب قوسين أو أدنى من إتمام جميع الترتيبات اللوجيستية والتنظيمية الكفيلة بتنقل الجماهير إلى مدينة الدارالبيضاء في أحسن الظروف. وفي هذا الصدد تؤكد جمعية جمهور العاصمة، في بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، أنها بادرت إلى الاتصال بإدارة المكتب الوطني للسكك الحديدية، قصد تأمين رحلات خاصة بالمباراة، بأثمنة معقولة وبمواصفات تتلاءم وقيمة ذلك الموعد الكروي الهام. كما عملت، وعلى مدار أكثر من أسبوع، على إعداد الآلاف من الملصقات المروجة للمباراة، والتي تحث الجمهور في نفس الحين على التوجه إلى ملعب المباراة بأعداد كبيرة ومعنويات عالية لمساعدة الفريق على العودة بالكأس إلى مدينة الرباط، فضلا عن إجراء اتصالات أخرى مع القيمين على التنظيم، وفي مقدمتهم مسؤولو ولاية أمن الدارالبيضاء الكبرى. وهذا كله استنزف من الجميع جهدا كبيرا، ذهب سدى مع قرار التأجيل غير المبرر. خصوصا أن جمهور الجيش الملكي كان ينوي استغلال هذه المناسبة لتكريس ما وصل إليه من وعي تنظيمي، وإحساس بالمسؤولية وحس حضاري يعتبر التشجيع اللامشروط والمؤازرة الفعالة كرافعة لا غنى عنها في كل تطور رياضي منشود.