استنكر مسؤولو فريقي الجيش الملكي والرجاء البيضاوي قرار جامعة كرة القدم إلغاء مباراة السوبر التي كان مقررا أن تجمع الطرفين في الثالث والعشرين من الشهر الجاري بملعب مركب محمد الخامس بالدارالبيضاء. وأفادت مصادر مقربة من الفريقين البيضاوي والرباطي أن الأخيرين عبرا عن استيائهما الشديد من قرار التأجيل خصوصا وأنهما وضعا برنامجين خاصين ومحددين استعدادا لهذه المقابلة. كما لم يستفد لاعبوهما من عطلة توقف البطولة التي منحتها الجامعة لأندية القسم الأول، ناهيك عن الترتيبات التنظيمية واللوجيستية.. وحفاظا على سير تداريبهما التي كانت مبرمجة سلفا، قرر فريقا الرجاء والجيش خوض المباراة بشكل ودي في نفس المكان مع تغيير الموعد من يوم السبت 23 يناير الجاري إلى الأحد 24 منه. واتفق الفريقان على اقتسام مداخيل هذا اللقاء الودي سواء التي تدرها الجماهير أو التي يدرها الإشهار. وأضافت مصادرنا أن مسؤولي الرجاء والجيش استاءا كثيرا من الطريقة الهاوية التي أدارت بها الجامعة ملف السوبر، حيث تم الإعلان عن الموعد يوم الأربعاء وتم إلغاؤه في اليوم الموالي. من جهة أخرى أكد مصدر مسؤول في الجامعة أن صراعا خفيا يدور بين نائب رئيس الجامعة الوالي العلمي ورئيس لجنة البرمجة أحمد غيبي حول من له الصلاحية للتقرير وتحديد موعد إجراء المباراة وتسويقها إعلاميا وإشهاريا. وقال المصدر الذي فضل عدم كشف اسمه إن غيبي والوالي العلمي أراد كل واحد منهما الاستئثار بملف الكأس السوبر على أساس أن كليهما يضطلع بمسؤولية البرمجة والتنظيم. وكانت أخبار سابقة أفادت أن من بين أسباب قرار الإلغاء هناك تعاقد فريق الرجاء مع شركة الاتصالات »ميديتيل« منافس المحتضن الرسمي للجامعة شركة اتصالات المغرب لاحتضان السوبر وهو ما نفاه مسوولو الرجاء. من جهة أخرى استقبلت مكونات جمهور العاصمة الرباط نبأ إلغاء مباراة السوبر بذهول كبير، خصوصا أنها كانت توشك على إتمام جميع الترتيبات اللوجيستية والتنظيمية الكفيلة بتنقل الجماهير إلى مدينة الدارالبيضاء في أحسن الظروف. وحسب بلاغ توصلتبه »العلم« من جمعية جمهور العاصمة المشجعة لفريق الجيش فإن هذه الأخيرة ونيابة عن كافة المتدخلين في تأطير وتوجيه الجماهير العسكرية بادرت منذ مدة طويلة إلى الاتصال بإدارة المكتب الوطني للسكك الحديدية، قصد تأمين رحلات خاصة بالمباراة، بأثمنة معقولة وبمواصفات تتلاءم وقيمة الموعد الكروي الهام. كما عملت وعلى مدار أكثر من أسبوع على إعداد الآلاف من الملصقات المروجة للمباراة، والتي تحث الجمهور في نفس الحين على التوجه إلى ملعب المباراة بأعداد كبيرة لمساعدة الفريق على العودة بالكأس إلى مدينة الرباط، فضلا عن إجراء اتصالات أخرى مع القيمين على التنظيم، وفي مقدمتهم مسؤولي ولاية أمن الدارالبيضاء الكبرى. وهذا كله استنزف من الجميع جهدا كبيرا، ذهب سدى مع قرار الإلغاء غير المبرر. خصوصا أن جمهور الجيش الملكي كان ينوي استغلال هذه المناسبة لتكريس ما وصل إليه من وعي تنظيمي، وإحساس بالمسؤولية وحس حضاري يعتبر التشجيع اللامشروط والمؤازرة الفعالة كرافعة لا غنى عنها في كل تطور رياضي منشود. وعبرت الجمعية عن استنكارها ورفضها للسياسة المتبعة في تدبير الشأن الكروي المغربي، والمتسمة بالعبث وانعدام المسؤلية في احترام المواعيد المسطرة سلفا.