أعلنت المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية، الاتحاد المغربي للشغل، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والفدرالية الديمقراطية للشغل بالإضافة إلى النقابة الوطنية للتعليم العالي، عزمها تنظيم مسيرة وطنية شعبية للعمال والعاملات والأجراء وعائلاتهم بمدينة الدارالبيضاء يوم 3 أبريل المقبل تعبيرا عن ما أسمته النقابات ب «سياسة الحكومة التفقيرية لعموم المواطنين» بالموازاة مع تنظيم فاتح ماي بشكل مشترك للتعبير الجماعي عن الانشغالات الوطنية للحركة النقابية بخصوص الوضع الاجتماعي والسياسي وقضايا الوطن على أن تجتمع الأجهزة النقابية لتعلن عن ما أسمته ب»القرارات النضالية الأخرى على مدى ثلاثة أشهر القادمة». أوضحت القيادات النقابية خلال الندوة الصحافية التي عقدتها أول أمس الثلاثاء بالدارالبيضاء أنه بعد نقاش مسؤول خلصت إلى» ضرورة صياغة برنامج نضالي ممتد في الزمن لمواجهة السياسات اللاشعبية واللاديمقراطية للحكومة سيعلن عنه عبر مراحل، إذ تقرر جعل شهر أبريل ماي ويونيو مرحلة للنضال والاحتجاج». كما اتهمت النقابات المركزية خلال تصريحها الصحفي في اللقاء الإعلامي الذي عقدته الحكومة ب «المستخفة بكل القيم الإنسانية والوطنية، كقيم الحوار وإقرار حقوق المواطنة الكاملة» كما اعتبرت أن» الحكومة مصرة على تجاهل الأزمة الاجتماعية التي يعرفها المغرب، وغير مستحضرة لخطورة ظاهرة البطالة التي تشكل قنبلة موقوتة في البلاد، وغير مستوعبة لخطورة التهميش الاجتماعي» وشددت في الوقت نفسه خلال الندوة الصحفية التي نظمتها على أن الحكومة «غير مدركة لعواقب التفاوتات الاجتماعية والمجالية وغير مقدرة لمعاناة أبناء الشعب المغربي في ولوج المدرسة والجامعة، وغير مبالية للمآسي الإنسانية المرتبطة بالصحة والعلاج، مشيرة إلى أنه « لا غرابة في ذلك، فرئيس الحكومة لا يمل من ترديد شعار «على الدولة أن ترفع يدها عن التربية والتعليم والصحة». وجه ميلود مخاريق الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل بحضور عدد من القيادات النقابية، انتقادات لاذعة لحكومة بن كيران التي وصفها بالمتعنتة الرافضة لكل حوار يهدف إلى معالجة الملفات العالقة وقال مخاريق إن الحكومة لم تستخلص العبر من إضراب 24 فبراير الماضي، ومدى تأثيره على الساحة الوطنية، مؤكدا أنه بعد أو قبل كل إضراب فإن كل الحكومات تفتح قنوات الحوار مع المؤسسات النقابية لإيجاد صيغ لحل المشاكل العالقة، وتدعو إلى الحوار والمفاوضات باستثناء حكومة بن كيران، وهو ما حذا بالنقابات إلى تسطير برنامج نضالي على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة. ونفى عبد القادر الزاير، نائب الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل خلال اللقاء الإعلامي نفسه أن تكون المسيرة الوطنية ليوم 3 أبريل القادم، التي دعت لها المركزيات النقابية المنخرطة في التنسيق النقابي، تراجعا عن التصعيد النضالي الذي سطرته التنسيقية النقابية، مشيرا إلى أن القرارات التي تتخذها المركزيات النقابية لا تأتي كرد فعل غير محسوب أو عشوائي بل هي نتيجة تحليل طويل ونقاش جدي وقراءة للوضع الاجتماعي والسياسي. من جهة أخرى أكد مخاريق خلال الندوة الصحفية، أن المركزيات النقابية ستوجه في غضون الساعات القليلة المقبلة، رسالة احتجاج للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون على تصريحاته الأخيرة، ، مذكرا بالمشاركة المكثفة للنقابات في مسيرة الأحد الماضي.