حل الألماني طوماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية بالمغرب في زيارة عمل، حيث التقى بالجنرال حسني بنسليمان رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، كما التقى برؤساء الجامعات المغربية الأولمبية، قبل أن يختتم زيارته بعقد ندوة صحفية. ولأن المناسبة شرط، فإن زيارة باخ الذي كان مرفوقا بالبطلة الأولمبية المغربية السابقة نوال المتوكل نائبته الأولى، لابد وأن تدفعنا مرة أخرى إلى «نفض الغبار» عن حظوظ المغرب في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 التي بدأ العد العكسي لانطلاقتها، وعن ماذا أعددنا لهذه الألعاب التي يتبارى فيها 10 آلاف رياضي ورياضية على امتداد 15 يوما يشدون خلالها انتباه العالم. لقد كان لافتا وفي إطار التحضير لزيارة باح أن وزير الشباب والرياضة لحسن السكوري قد قام رفقة الجنرال حسني بنسليمان بزيارة لمعهد مولاي رشيد حيث يباشر عدد من الرياضيين تحضيراتهم، وهي زيارة تدخل ضمن نطاق « البروباغندا» والتقاط الصور وكفى.. عندما نتحدث عن الألعاب الأولمبية فإننا لا نطالب بأن يحتل المغرب صدارة ترتيب سبورة الميداليات، لكننا فقط نريد حضورا جيدا ومشرفا يتوج ببعض الميداليات، خصوصا في الرياضات التي يمكن للرياضي المغربي أن ينافس فيها، وأيضا لأن الألعاب الأولمبية هي المرآة الحقيقية لمستوانا عندما يتعلق الأمر برياضة المستوى العالي. قد يقول قائل إن التنافس في الألعاب الأولمبية ليس سهلا وأن الكثير من الدول سبقتنا، وأنه ليس متاحا دائما إحراز ميداليات. لكن إذا لم تكن الغاية من المشاركة في هذا المحفل العالمي هي الصعود إلى منصات التتويج، فما الجدوى من المشاركة إذا ، هل نكتفي بشد الرحال إلى ريو دي جانيرو لنصفق على المشاركين هناك. هنا لابد أن نعيد التذكير بما سبق أن أشرنا له في وقت سابق، ذلك أن المتتبع للمشهد الرياضي في المغرب يبدو له أن الزمن الرياضي في المغرب قد توقف، فما بين أولمبياد لندن، عندما وقع المغرب على مشاركة مخيبة، واكتفى بميدالية برونزية أحرزها العداء عبد العاطي إيكيدير في سباق 1500 متر، بوأت المغرب المركز 79 عالميا إلى جانب أفغانستان، واليوم حيث بدأ العد العكسي للألعاب الأولمبية، يبدو أن لاشيء تغير، وأن لاشيء تم القيام بها، فقد اعتدنا بعد كل حدث رياضي كبير يشهد إخفاقا مغربيا، أن تتعالى الأصوات منددة ومستنكرة، ثم يخرج المسؤول ليعلن حزمة من القرارات، لكن لاشيء يتم تنزيله على أرض الواقع. اللجنة الأولمبية تغط في سباتها العميق، ووزارة الشباب والرياضة التي من المفروض أنها تسهر على مشاركة المنتخبات الوطنية في الأحداث الرياضية الكبرى، تبدو غير معنية بما يجري، رغم أنه حينما اختتمت أولمبياد لندن 2012 خرج حينها الوزير السابق محمد أوزين ليعلن عن جملة من القرارات لوضع الرياضة المغربية على السكة الصحيحة، ورغم أن الحكومة مازالت هي الحكومة، والوزارة تابعة لنفس الحزب، وهو الحركة الشعبية، فإن لاشيء تحرك، فالجمود سيد الموقف. الرياضة ليست «لعب عيال» إنها مجال استراتيجي و حيوي، لكن على الأرض يبدو أنها ليس كذلك، والدليل أننا أضعنا الكثير من الزمن والمال، دون أن يتغير أي شيء. لذلك، لا داعي لننتظر موعد الأولمبياد لنشرع في جلد ذواتنا، فالنتائج من اليوم ستكون مخيبة، والرياضة المغربية في حاجة إلى مؤسسة حقيقية تهتم بشؤونها وتضع لها خطط للتطور، وفي حاجة أكثر إلى إرادة حقيقية من الدولة تعطي لهذا المجال ما يستحق من اهتمام ومن حكامة في التدبير، أما أن نعيد إنتاج نفس الأخطاء، فذلك لم يعد مقبولا.