أكد صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أن فيديريكا موغيريني، مفوضة الاتحاد الأوربي للشؤون الخارجية والأمنية، قدمت تطمينات ووعود تقول بأن الاتحاد سيقوم بكل ما في وسعه من أجل إلغاء قرار إلغاء الاتفاقية الفلاحية التي تربط بين المغرب والاتحاد الأوربي الذي يعتبر قرارا ابتدائيا وليس نهائيا، جاء ذلك في ندوة صحافية مشتركة نظمت بمقر وزارة الشؤون الخارجية والتعاون يوم الجمعة الماضي. ووصف وزير الشؤون الخارجية والتعاون المحادثات التي أجراها رفقة وزرائه المنتدبين مع موغيريني ب»الصريحة والبناءة»، موضحا أن موغريني أعربت عن تشبث الاتحاد الأوربي بالشراكة مع المغرب. واعتبر الوزير أن قرار محكمة العدل الأوربية بشأن الاتفاقية الفلاحية ليس مجرد مسألة قضائية صرفة، بل مسألة استراتيجية بامتياز، مبرزا ضرورة تصحيح هذا القرار الذي يهدد بشكل جدي التعاون بين الجانبين. وقال مزوار «إن القرار ليس في محله ويشكل تهديدا للشراكة بين المغرب والاتحاد الأوربي، مطالبا بتصحيحه، كما أعلن عن انتقال، ناصر بوريطة الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، إلى بلجيكا قبل متم شهر مارس بغية وضع اللمسات الأخيرة المتعلقة بمحتوى هذا الحوار مع الجانب الأوربي، وليسمع ردود أفعالهم. وأضاف وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن المحادثات «تمت في إطار من الاحترام المتبادل، وسمحت للاتحاد بالوقوف على جدية المغرب حول موضوع الاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوربي، مضيفا أنه أبلغ الممثلة السامية لهذا الاتحاد بأن الأمر لا يتعلق بمسألة قضائية بل استراتيجية بالدرجة الأولى. ومن جهتها، أكدت موغيريني، أن المغرب يعد شريكا مهما للجوار الأوربي، وتربطه بالاتحاد روابط وثيقة ومتميزة، مشيرة إلى أن المغرب والاتحاد الأوربي أمامهما تحديات كبرى تستوجب مواجهتها. وفي ما يتعلق بقرار المحكمة الأوربية، فقد أكدت موغريني، خلال الندوة الصحافية، أن المجلس لا يتفق مع هذا القرار لهذا قام باستئنافه، وأنه مقتنع باستمرار جريان العمل بالاتفاقية الفلاحية مع المغرب، موضحة أن الاتحاد الأوربي قدم ضمانات بهذا الخصوص. وأشارت إلى أنها ستجدد الاتصالات في كل الميادين لأن الشراكة مهمة، معلنة عن أن المحادثات تمت بشكل صريح وركزت على القرار ولكن أيضا على بعض الملفات الأخرى المشتركة الثنائية والإقليمية. واعتبرت المسؤولة الأوربية أن المغرب شريك مهم وأساسي ولديه روابط وثيقة ومتميزة وأن الاتحاد الأوربي يسعى لتعزيزها، مؤكدة أن المغرب يعمل بمعية الاتحاد الأوربي كشريكين حقيقيين، وأن الاتصالات جارية منذ شهر دجنبر من أجل التفاعل بشكل منتظم وشفاف لاستمرار الاتفاقية. يذكر أن اللقاء الذي جمع مزوار وموغيريني تم بحضور كل من الوزيرة المنتدبة، امباركة بوعيدة، والوزير المنتدب، ناصر بوريطة.