دعت وثيقة أصدرها حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي حول الصحراء المغربية إلى استبدال تعبير «الحكم الذاتي» بعبارة «الحكم الجهوي» حتى لا يقع أي لبس فيما يخص مغربية الصحراء. وجاء في الوثيقة، التي حصلت «المساء» على نسخة منها، أن «حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي يعتقد أن صيغة حكم محلي ذي صلاحيات ذاتية واسعة (...) قد تحظى بقبول المنتظم الدولي لوضع حد لنزاع مفتعل، ومع ذلك فإنه يقترح استبدال تسمية «الحكم الذاتي» ب«الحكم الجهوي»، حتى لا يترك أي لبس أو غموض حول مغربية الصحراء ووحدة بلادنا الترابية في المجتمع الدولي أو لدى الأطراف المعنية بقضية الصحراء أو التي تدعي أنها كذلك». وأشارت الوثيقة إلى أن الصحراء مغربية تاريخيا وجغرافيا وأنثروبولجيا وثقافيا وبمقتضى قرارات دولية، فصلها الاستعمار عن المغرب، ولم يعمل هذا الأخير إلا على استرجاع أجزاء من ترابه الوطني التي كانت ترزح تحت نير الاستعمار الإسباني، مضيفة أن التغيرات التي طالت النظام العالمي لا تسمح إلا بتأهيل الكيانات الكبرى ولا مستقبل فيها للكيانات الصغيرة. واقترح الحزب في هذه الوثيقة أن «الحكم الجهوي» يجب أن يجعل من منطقة الصحراء فضاء منسجما يتضمن كل الأقاليم الصحراوية بما فيها المسترجعة قبل سنة 1975، في إشارة إلى سيدي إيفني وطرفاية، وأن يكون أساس هذا الحكم ترابيا وليس إثنيا أو قبليا، وهذا يعني، حسب الوثيقة، «ضمان حقوق كل المغاربة في التنقل والعمل والاستقرار بكل الجهات بما فيها الصحراء دون حواجز حدودية أو أمنية أو جمركية». كما يستثني هذه المنطقة من المشاركة في جميع أنواع الاستشارات الانتخابية ومن العضوية في المؤسسات الوطنية ومن الاندراج في مخططات التنمية الاقتصادية الوطنية. وإذا كانت هذه المنطقة ستتمتع في إطار الحل السياسي بصلاحيات واختصاصات تشريعية وتنفيذية واسعة تمارسها هيئات الحكم الجهوي (برلمان وجهاز تنفيذي) في إطار الدولة المغربية ودستورها، فإن الدولة المغربية تحتفظ بكل الصلاحيات التي تدخل في إطار السيادة، خاصة تلك المتعلقة بالدفاع والأمن والقضاء والعلاقات الخارجية والنظام النقدي. ومن المنتظر أن تعقدا لشبيبة الطليعية اليوم السبت على الساعة الثالثة والنصف بدار الثقافة محمد العربي العلوي الكائنة بالعالية المحمدية لقاء لمناقشة تطورات ملف الصحراء بمشاركة مجموعة من الفعاليات مختلفة المشارب، سياسيا وفكريا، مثل كمال لحبيب والمصطفى براهمة ومصطفى النعيمي وعلي بوعبيد وخديجة الرويسي ومحمد المتوكل وعلي بوطوالة ومحمد الغلوسي ومحمد كرين، فيما يؤطرها محمد الصبار.