ما زال المفكر الجزائري مالك بن نبي(1905 1973) يثير العديد من القراءات في فكره، وفي هذا الإطار صدر للدكتور يوسف حسين كتاب جديد بعنوان «بن نبي للفكر السياسي الغربي الحديث»، تناول فيه المؤلف مالك بن نبي من خلال زاوية محددة وهي نظرته للفكر السياسي الغربي الحديث.وجاء الكتاب في مقدمة قصيرة وفصلين، تناول المؤلف في الفصل الأول منهما وعبر ثلاثة مباحث ترجمة حياة مالك بن نبي الذي ولد في مدينة قسنطينة شرق الجزائر سنة 1905م لأسرة متواضِعة، وتنقل كثيرا فيما بين الجزائر وفرنسا وفيما بينهما وبين أنحاء كثيرة من العالم العربي والإسلامي، كما تنقل بين وظائف عدة، منها الإشراف في أواخر حياته على إدارة التعليم العالي في الوزارة المختصة ورئاسة جامعة الجزائر لفترة قصيرة قبل استقالته بغية التفرغ للعمل الفكري. أما الفصل الثاني فقد جاء تحت عنوان «البديل الإسلامي للفكر السياسي الغربي»، وتضمن فصلين، استعرض الأول موقف مالك بن نبي من الفكر السياسي الغربي، وبدأه المؤلف بالإشارة إلى ملاحظة مالك بن نبي أن الفكر الإسلامي الحديث في العالم الإسلامي هو في ذاته عنصر متنافر، لأنه اقتباس لا يتفق وحالة ذلك العالم، ذلك أن المسلمين في هذا الميدان أو في غيره لم يبحثوا عن وسائل لنهضتهم بل اكتفوا بحاجات قلدوا فيها غيرهم. ثم ينطلق في عرض رؤيته للمفاهيم السياسية الغربية وأهمها الديمقراطية وما تعلق بها، انطلاقًا من اليونان القدماء وديمقراطيتهم في أثينا التي كانت تعني الحرية والمساواة، إلا أنها تستثني الأجانب والأرقاء الذين لم تكن لهم حقوق كالمواطنين الأحرار أهل البلد. بينما خصص المؤلف المبحث الثاني من الفصل الثاني من الكتاب لعرض تصور بن نبي للبديل السياسي الإسلامي، بدأه بالإشارة إلى أن الإسلام يقرر في المجال السياسي خضوع الإنسان إلى سلطة الله في هذا النظام أو في غيره، مما يعني أن سلطة الأمة في النظام السياسي الإسلامي مقيدة بالشريعة.