عاشت مدينة الدارالبيضاء وتنغير، أول أمس الاثنين، حادثين مفجعين، أعادا إلى الأذهان كارثة حي بوركون قبل سنوات، ويتعلق الأمر بانهيار مشروعين في طور الإنجاز خلف مقتل خمسة عمال. ففي مدينة الدارالبيضاء، استفاق سكان حي كاليفورنيا بمقاطعة عين الشق على وقع انهيار عمارة، كانت معدة لإنجاز حمام تركي، مما أدى إلى مصرع ثلاثة أشخاص كانوا مفقودين تحت الركام، وإصابة شخصين نقلا إلى المستشفى لتلقي العلاج. واستنفر حادث انهيار هذه العمارة، الذي شكل صدمة للعديد من السكان، العديد من المسؤولين المحليين الذين توافدوا إلى موقع الحادث، وكشف مصدر ل«المساء» أنه سيتم فتح تحقيق، من أجل معرفة الأسباب الحقيقية لانهيار هذه العمارة التي لا تزال في طور البناء. وقال مصدر مسؤول في مقاطعة عين الشق ل«المساء» إن «سبب الانهيار يرجع إلى عدم احترام المعايير المتعلقة بالبناء، على اعتبار أنه كانت هناك سرعة في بناء أساس الطابق الثالث، وهو الأمر الذي تسبب في انهيار هذه العمارة، بسبب هطول الأمطار على العاصمة الاقتصادية خلال الأيام الأخيرة، مما عجل بانهيار هذه العمارة». واهتزت مدينة تنغير، صباح اليوم نفسه على وقع فاجعة انهيار جزء من مسجد تاوريرت، ووفق مصادر «المساء»، فقد كان عمال بناء يباشرون أشغال ترميم جدران المسجد، قبل أن يهوي جزء من حائط متهالك بشكل مفاجئ، مما أدى الى وفاة شخصين بعين المكان، فيما تم نقل عامل ثالث على وجه السرعة الى المستشفى الإقليمي، بعد إصابته بكسور خطيرة في أطرافه السفلى. وأضافت المصادر ذاتها أن المعايير والشروط الموضوعة في عمليات البناء لم تحترم، بعدما جرى الاكتفاء بجدار هش مبني من الطين، بدل إعادة بنائه من جديد بالإسمنت المسلح، تفاديا لسقوطه. وأعاد الحادثان النقاش حول ضرورة احترام المعايير القانونية في عملية بناء أي مشروع، وذلك بتطبيق القانون فيما يخص المباني الجديدة، حرصا على حياة آلاف المواطنين، حتى لا نستفيق ذات يوم على خبر انهيار عمارة حديثة العهد في هذه المنطقة أو تلك تكون آهلة بالسكان.