سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بيد الله: الهمة لم يكن راغبا في تأسيس حزب سياسي والخطاب السياسي لبنكيران «قذر» ونازل إلى الحضيض قال إن اسم العماري لم يكن مطروحا لقيادة «الجرار» وأكد أن التنسيق مع الاتحاد استراتيجي
في منزله بالرباط يشير الشيخ محمد بيد الله، بسبابة أصبعه، إلى مكان فسيح، ويقول بجملة واحدة: كل الصور المنتشرة في وسائل الإعلام عن لحظة تأسيس الأصالة والمعاصرة التقطت في هذا المكان، ثم يسهب كثيرا في الحديث عن اللحظات العصيبة التي عاشها حزبه في خضم حركة 20 فبراير قبل خمس سنوات من الآن. في هذا الحوار يتحدث رئيس مجلس المستشارين السابق، والأمين العام السابق لحزب «البام»، لأول مرة، عن بدايات الحزب الأولى وصراع «الموت والحياة» سنة 2011. كما يرد، بشكل غير معهود، على رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، واصفا خطابه السياسي ب«القذر» و«النازل إلى الحضيض». – في بداية الحوار لا بد أن نهنئكم على التحاقكم بالأغلبية الحكومية إذا ما صدقنا رواية عبد الحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، الذي قال في خرجة سابقة إن حزبكم مشارك في الحكومة. «البام» حزب سياسي همه الأول أن يكون حزبا مغربيا قويا يتوفر على آليات الاشتغال، ويدافع عن ثوابت البلد، ويلبي رغبات وحاجيات المواطنين على مختلف المستويات. – لم تجب عن سؤالي: شباط قال إنكم جزء من الحكومة الحالية «والحر بالغمزة».. (يضحك) هذه مجرد ومضات مشيطنة للحزب، ومع احترامي التام للأخ عبد الحميد شباط، فإن ما قاله لا أساس له من الصحة. – هل يتعلق الأمر بتسخينات انتخابية قبل موعد الانتخابات التشريعية المقبلة؟ أتصور أن التسخينات الانتخابية مشروعة، لكن الرجل السياسي يحاسب على كلامه أمام الرأي العام، لأنه ليس بليدا، وهو يتابع ويقرأ ويقارن كذلك، وبالتالي فإن الخطاب السياسي يجب أن يكون في مستوى تطلعات الرأي العام. – أريد أن أعود بك قليلا إلى ما قبل محطة المؤتمر الأخير للحزب، حيث إن هويتي الأمين العام ورئيس المجلس الوطني حسم فيهما قبل اللجوء إلى الانتخابات. ألا ترى أن الحسم القبلي يهدد الديموقراطية الداخلية ويؤبد الصورة الملتصقة بالحزب، بكونه يسير بالتعليمات وليس بالانتخابات. ما لا يعرفه الكثيرون أن اسم إلياس العماري لم يكن مطروحا بتاتا ليصبح أمينا عاما، وما كان قائما هو أن يبقى مصطفى بكوري ولاية ثانية على رأس الحزب، والحال أن الكثير من قياداتنا ساورها الطموح للوصول إلى منصب الأمانة العامة. – من هي هاته القيادات؟ عبد اللطيف وهبي، معزوز، عزيز بنعزوز، فاطمة الزهراء المنصوري. لكن رجل المرحلة، وبكل صدق، هو إلياس العماري لأنه واكب مسار تأسيس الحزب منذ بداياته، وتكلف بتدبير اللجنة الوطنية للانتخابات منذ سنة 2009، وهو ملم بجميع الإشكاليات التي واجهها الحزب، ويعرف أعضاءه معرفة دقيقة جدا، وله قدرة كبيرة على معالجة الأزمات والمحاججة مع أي كان، وفوق ذلك كله رجل طيب وبشوش وخدوم، يحب الضعفاء، ويتحلى بأخلاق عالية جدا. – ألم تفكر في الترشح لمنصب الأمانة العامة كخيار ثالث بين إلياس وبكوري؟ لا أبدا، لم أفكر في ذلك، رغم أن بعض الإخوة في الحزب طلبوا مني الترشح، لكني رفضت الأمر لأني أؤمن بمبدأ التداول الذي دأب عليه الحزب منذ تأسيسه، ثم إن مسؤولياتي كثيرة داخل الحزب، وفي مقدمتها تدبير اللجنة الوطنية للانتخابات في الاستحقاقات الماضية. – قبل أيام حلت ذكرى حركة 20 فبراير، التي طالبت برحيل أسماء تنتمي إلى «البام»، وفي مقدمتها الأمين العام الحالي للحزب. هل كان خيار حل الحزب مطروحا داخل اجتماعات المكتب السياسي؟ أجيبك بصدق: حمل اللافتات كان عملا مؤدى عنه، ونحن نعرف جيدا من يقف وراء ذلك. كنا في فوهة راجمات مختلفة، وكانت الأحزاب السياسية تنظر إلينا ك»ضرة»، ولذلك كان من الطبيعي جدا أن تتضافر الجهود لقتلنا في المهد، لكنهم لم يفلحوا، وقاومنا بكل ما أوتينا من قوة لأننا كنا نؤمن بأن مكانتنا موجودة في الساحة السياسية ولن يقدر أحد على زحزحتنا من المشهد السياسي، وكنا نعرف أن الأحزاب التي تكلست ستحاربنا بمعية دوائر أخرى، ومع ذلك قاومنا وصمدنا وصبرنا لأننا أصحاب مشروع مجتمعي ولا تهمنا المناصب كما الآخرين، والذي لا يعرفه البعض ممن هاجمونا أننا لم نكن نرغب في تأسيس حزب سياسي في البداية، بل كان غرضنا تأسيس جمعية، ووقتها قدمنا عرضا لجميع الأحزاب السياسية المغربية للاشتغال معها ومساعدتها على اختيار العناصر القادرة على خوض معركة الانتخابات. – أفهم من كلامك أن جيل التأسيس لم يكن ينوي تأسيس حزب سياسي. أبدا، فحينما قدمنا عرضنا للأحزاب السياسية المغربية استهزأت بنا، وهناك من قال لنا: أسسوا ناديا للتأمل، وهناك من قال أمورا أخرى، ولم نجد آذانا صاغية آنذاك. – تقصد أن الهمة مؤسس الحزب كان ضد فكرة إنشاء حزب سياسي في تلك المرحلة؟ سنعم بالتحديد هذا ما قصدته، فالأستاذ فؤاد عالي الهمة كان مع «حركة كل الديمقراطيين»، وكان مقتنعا بفكرة ضخ دماء جديدة في المشهد السياسي من خلال مواكبة بعض المنتخبين في الأحزاب السياسية الأخرى، خاصة تلك التي تتوفر على بروفيلات تستجيب للظرفية السياسية والاجتماعية والاقتصادية الجديدة التي يعرفها المغرب. – أتذكر أن إلياس العماري قال في دورة للمجلس الوطني إنه كانت ثمة دعوات من داخل الحزب لحل الأصالة والمعاصرة، هل تعرف بعض الأسماء التي قال عنها العماري إنها ساندت «الحزب السري» في حربه ضدكم؟ ما يمكن أن أقوله، في هذا السياق، أننا تعاملنا مع هذه العاصفة الهوجاء بكثير من الصمود والمقاومة، وانحنينا للعاصفة إلى درجة أننا، ساعتئذ، لم ننخرط في لعبة البوليميك أو الرد على السب والشتم الذي ووجهنا به. – منذ سنوات بات حزب الأصالة والمعاصرة مختصرا في وجه إلياس العماري، وحتى عندما كان بكوري أمينا عاما للحزب، كان هناك ربط آلي بين «البام» وإلياس. هل استحالت الهياكل الحزبية إلى وجه واحد يتحكم في كل مفاصل الحزب؟ إنها نفس التكتيكات التي ينهجها خصوم الحزب منذ وقت طويل، والقائمة على عزل شخص عن محيطه وعن أصدقائه وعن هياكله الحزبية، وقد صوبوا كل مدافعهم نحو إلياس العماري لقتله، لكنهم لم ينجحوا في مسعاهم. لقد حضرت لقاءين للمكتب السياسي منذ انتخب العماري أمينا عاما للحزب، وهو دون أي مبالغة رجل ديموقراطي يعطي الكلمة للجميع، ويصغي بتأن للجميع، ويصمت حينما يسمع كلاما لا يعجبه، ولم أره يوما يقمع شخصا أو يسفه رأيا مخالفا. هذه هي شهادتي فيه. – وهل تنفي أن بكوري كان غاضبا جدا من عدم الاستمرار على رأس الحزب، وأنه إلى حدود يوم انتخاب الأمين العام كان متمسكا بالبقاء لولاية ثانية؟ هذا سؤال ينبغي أن توجهه إلى السيد مصطفى بكوري. وما أعرفه أن بكوري كان يقول في جميع الاجتماعات التي سبقت تنظيم المؤتمر إنه سيبقى دائما رهن إشارة الحزب، سواء كان أمينا عاما أم لم يكن. صحيح أنه كان بمثابة plan A، والعماري كان plan B، لكن بكوري عضو في المكتب السياسي وكفاءة وطنية في خدمة الحزب. – الخطاب الذي ألقاه بكوري غداة انتخاب العماري أمينا عاما للحزب شبهه البعض ب«خطبة للوداع» ألقاها بمسحة حزينة. من الطبيعي جدا أن يكون حزينا، فأي شخص يغادر منصبه ولو في إدارة صغيرة ينتابه الحزن، وهو شعور إنساني قبل كل شيء، وأؤكد لك أنه مقتنع تماما بالعماري، وقد قالها في العلن وفي كواليس الحزب. – قبل المؤتمر قالت أصوات كثيرة، من بينها عبد اللطيف وهبي وحسن بنعدي، إن «البام» أصبح حزبا جهويا يتحكم فيه التيار الريفي ويفعل فيه ما يريد. ألا ترى أن هذه الاتهامات مشروعة؟ أرى أن هذه الانتقادات عادية جدا وطبيعية، لأن فترة الإعداد للمؤتمر واكبها مخاض كبير، وكانت هناك اجتهادات كثيرة من لدن أعضاء من الحزب لتقييم حصيلته في السنوات الماضية، وهذا حق مكفول لهم، وشخصيا، رحبت بالنقاش الذي حصل، لأن حزبنا ليس ثكنة عسكرية خاضعة لنظام صارم يجب التقيد به، وإنما مؤسسة يسود فيها الاختلاف في الرؤى والتصورات. والذين انتقدوا مسار الحزب هم الآن يشغلون مناصب قيادية، ونحن لم ننزعج أبدا من انتقاداتهم، إذ تبرهن تلك الانتقادات على وجود حيوية في الحزب، وأن كفاءاته تريد أن تساهم في بناء هياكله. – يبدو أن التحالف الذي كان قائما بين أحزاب المعارضة قد انهار تماما بعد انسحاب حزب الاستقلال منه بسبب ما وصفه بالخذلان الذي تعرض له من طرف «البام»، بالمقابل نشأ تحالف جديد بينكم وبين حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، هل يتعلق الأمر بتحالف انتخابي أم تنسيق سياسي، علما أن لشكر وجه إليكم انتقادات عنيفة بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة؟ الإرهاصات وردود الأفعال التي تلي الانتخابات دائما تكون على هاته الشاكلة، لأن الانتخابات أشبه بعملية جراحية كما قال أحد القادة السياسيين، إذ من اللازم أن تبقى جروح وندوب، وفي السياسة يجب أن نتقبل ذلك، وغالبا ما تعود الأمور إلى مجراها الطبيعي. اجتماعنا مع حزب الاتحاد الاشتراكي لم يكن الغرض منه هو التنسيق بشأن الانتخابات التشريعية المقبلة بقدر ما كانت هناك آراء حول قضايا مختلفة، إذ قدم السيد الأمين العام نتائج المؤتمر الأخير أمام أعضاء المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، وتداولنا عدة مواضيع مهمة، منها إشكالية المناصفة بين الرجل والمرأة والتقطيع الانتخابي، ثم كان الاتفاق على تقوية آليات التنسيق بين الحزبين، بمعنى آخر ما حدث كان جنينا لتنسيق استراتيجي في المستقبل.. – لا أفهم كيف أن حزبا هاجمكم بعد الانتخابات واتهمكم بالتحكم وبالحزب الإداري، وعاد إلى الخطاب القديم قائلا إنكم حزب أغلبي يريد الهيمنة على الأحزاب السياسية، ووصل الأمر ببعضهم حد تخوين الأمين العام لحزبكم، ثم تتحالفون معه أو تنسقون معه. ألا يساهم مثل هذا التنسيق في خلق مزيد من الضبابية في الحقل السياسي المغربي؟ السياسة هي مجال لكل الاحتمالات والتوقعات. ما تتحدث عنه وقع حتى داخل الأغلبية الحكومية، حيث سادت الاتهامات بالخيانة وبالخيانة المضادة، فحدوث مثل هذه الأمور أعتبره عاديا في المجال السياسي، وتنسيقنا مع الاتحاد قائم الآن على التعاضد والتآزر والتشاور كذلك. – هل يمكن لهذا التنسيق أن يذهب إلى أبعد مدى بضم أحزاب سياسية أخرى.. بصيغة أخرى هل يمكن أن يتسع التحالف ويضم أحزابا أخرى مثل الاستقلال؟ هذه أمور يدبرها الأمين العام، لكن المستحيل في السياسة يوجد في قواميس الأغبياء كما قال نابليون، وليس هناك عدو دائم أو صديق دائم، فالتيارات السياسية بمختلف مشاربها تخضع للتحولات وتتأثر بمتغيرات كثيرة، ولا يمكن أن تستكين إلى موقف دائم. السياسيون مثل رجال البحر يضبطون البوصلة قبل الإبحار، وبالإمكان أن نبحر معا بمعية الأحزاب السياسية الأخرى. -إذن قد تبحرون في نفس السفينة مع حزب العدالة والتنمية وأمينه العام عبد الإله بنكيران..»واش تخرجو معاه فنفس الباتو»؟ بكل موضوعية، ما يهمنا هو إنجاح الديموقراطية في بلادنا وتعزيز النموذج المغربي الذي نحن بصدده الآن، والذي أعطى بلادنا صورة خاصة على الصعيد الدولي، والمطلوب منا أن نرسخ النموذج المغربي في الاستقرار واستتباب الأمن ومحاربة الإرهاب وتعزيز التعاون جنوب- جنوب ومع دول الشمال كذلك. كما أن غايتنا هي البحث عن جميع الوسائل لتلبية حاجيات المواطنين والمواطنات الراغبين في تحسين شروط التنمية ببلادنا. – ما قلته لا يتضمن أي عنصر إجابة عن سؤالي السابق. أعيد السؤال: هل يمكن ل«البام» أن يبحر مع «البيجيدي» في سفينة واحدة، ويؤسس معه تحالفا لقيادة الحكومة، لاسيما أن «البام» بدا كأنه ينحو صوب تهدئة الجبهة مع العدالة والتنمية، فيما يصر بنكيران على إشهار الفيديو الذي اتهم فيه شباط إلياس بالاتجار في المخدرات؟ السيد رئيس الحكومة المحترم وظف جميع الأسلحة والألفاظ البذيئة ولجأ إلى السب والقذف ضد رموز حزبنا، وما يزال يحاول قتلنا والإجهاز علينا، وقد خسر في رهانه وسيخسر، ووصل به الأمر إلى حد استعمال خطاب سياسي متدن، فقد أصبحنا نعيش على وقع سب غريب في حق أشخاص يسميهم بالاسم مباشرة على قنوات الإعلام العمومي. وهذه، في نظري، نقطة سوداء في خطاب الأستاذ عبد الإله بنكيران. لست أدري ما إذا كانت جميع أطر حزبه تتفق معه في تعامله مع باقي الشركاء السياسيين بهاته الطريقة الفجة والقذرة. أنا، شخصيا، تجنبت باستمرار المحاججة مع السيد بنكيران حينما كان يسبنا جميعا، وقد قال عني يومها إني «كومبارس»، ولما كنت رئيسا لمجلس المستشارين كان يتبجح أمامي وأنا أترأس الجلسة المخصصة للإجابة عن سياسة الحكومة في تدبير الشأن العام، وفوق ذلك كان يتعامل مع بعض الزملاء كالتلاميذ، فصبرت إلى آخر لحظة كي لا أنزل معه إلى الحضيض. وأتذكر أني أجبته مرة واحدة بطريقة مؤدبة حينما استفزني في البرلمان وقلت له: «أنتظر أن تعود إلى وعيك». ومع ذلك «طارت ليه» ولحق بي إلى المطار ونحن نودع الملك الإسباني خوان كارلوس، وقال لي: «لو كان سمعتك مزيان كنت نقرقبها معاك»، فأجبته: «قرقبها غير بوحدك، أنا معنديش السلاح اللي عندك». إذن من الصعب الإبحار مع شخص كهذا في باخرة واحدة لبناء مستقبل بلادنا. – احتل حزبكم الرتبة الأولى في الانتخابات الماضية، هل تتصور أن يعيد نفس النتيجة في الانتخابات البرلمانية المزمع تنظيمها في شهر أكتوبر المقبل؟ بطبيعة الحال طموحنا كطموح باقي الأحزاب الأخرى الراغبة في احتلال الرتبة الأولى، وسنشتغل بجد لتحقيق هذا الطموح، علما أننا عقدنا مؤتمرنا بين محطتين انتخابيتين كبيرتين، لأننا نثق في قدراتنا، وفي مناضلينا، ولا أعتقد أن أي حزب آخر استطاع أن يواجه تحدي المؤتمر بعد الانتخابات الجهوية والجماعية وقبل الانتخابات البرلمانية. وقد أجبنا في المؤتمر الأخير عن سؤال: من نحن؟ وقلنا إننا نريد تحصين الديموقراطية ببلادنا ونريد أن نعطي للحقل السياسي ما يستحقه من اهتمام، وأن يشارك المواطن في الانتخابات المقبلة. بناء على ذلك، نعول على احتلال رتبة متقدمة ونتمنى أن تكون الأولى. – في كل مؤتمراتكم السابقة تجيبون بشكل لا واع عن سؤال: من نحن؟ وكأن الجواب يسعى إلى ما يسميه منتقدوكم «خطيئة النشأة». لقد استعملت هذه الكلمة كثيرا حتى أصبحت بمثابة prêt à porter ، وهي من الأسلحة الفتاكة التي وظفت لقتل حزبنا من لدن زعماء أحزاب سياسية ودوائر كثيرة جدا، لكننا أثبتنا أنه ليس بمستطاع أحد أن يجرنا لخوض حروب جانبية، وليس لدينا أي مركب نقص فيما يرتبط بميلاد حزبنا أو عندما بلغ سن المراهقة أو حينما أصبح ناضجا وراشدا. أقول لهؤلاء إن تلك الأسلحة لا تؤثر فينا ولا تفقدنا الثقة في أنفسنا. «البام» حزب مغربي شكله إخوان مغاربة من مشارب وتجارب مختلفة، ويريد أن يحتل مكانته الطبيعية في الحقل السياسي. – صرح العماري بعد انتخابه أمينا عاما بأن «البام» جاء لمحاربة الإسلاميين.أريد أن توضح لنا طبيعة هذا الصراع، خاصة أن العدالة والتنمية فهم بأنه المقصود الأول من كلام العماري. كل إناء بما فيه يرشح. نحن نحاربl'islamisme، أي التطرف في الإسلام. يا سيدي نحن مسلمون، والإسلام هوية صلبة لجميع المغاربة، بيد أنه لا نريد لأي كان أن يخصخص الدين ويوظفه في المساجد وفي الانتخابات وكأنه الوحيد المدافع عن الإسلام في بلادنا. من حقنا أن نخاف من توظيف ديننا الحنيف في أغراض سياسوية كما حدث في الانتخابات الأخيرة. «البام» حزب يدافع عن الإسلام المغربي المنفتح والمتسامح الذي يقبل الجميع، ولن نسمح لأحد بالانفراد بالدين الإسلامي. رأيي في هذه الأسماء: عبد الإله بنكيران: لو تمكن السيد بنكيران من فصل دوره كأمين عام للحزب عن دوره كرئيس للحكومة، وهذب خطابه لكان رجلا رائعا. شخصيا، أحترمه وتعرفت عليه لما كنت عاملا في مدينة سلا وأحترم آراءه، لكن فاجأني بتصرفاته وخطاباته، واللسان سبع إذا أطلقته أكلك، ولكل مقام مقال، أما التنابز بالألقاب فأمر خطير ونهى عنه الإسلام. وما يقوله في بعض الأحيان يمس بصورة رئيس الحكومة وبهيبة المؤسسة، لاسيما أن ملايين المغاربة يتابعون الجلسات الشهرية على التلفزيون. عبد اللطيف وهبي: تعرفت عليه في الانتخابات التشريعية الماضية، إذ حينما ركبت في الطائرة في اتجاه مساندته في الانتخابات الماضية، فوجئت بشخص وديع مبتسم يقول لي إنه عبد اللطيف وهبي، وقلت له إنني ذاهب معك إلى أقاصي الجبل لمساندة ترشيحك. رجل ذكي وسياسي محنك، والذي يقوله في حضورك يقوله في غيابك، وهذه عملة نادرة من السياسيين. عبد الحميد شباط: رجل أحترمه كثيرا، عصامي تمكن من الصعود إلى سنم حزب الاستقلال، وما أدراك ما حزب الاستقلال، ويشتغل بدون كلل، ويحمل في قلبه هم تقوية حزبه. رأيي في هذه القضايا: علمانية الدولة : ليست لدي أي مشكلة مع العلمانية، رغم أنها مفهوم غربي تمخض عن الحرب مع الكنيسة. واللائكية تعني في الغرب أن الشؤون السياسية تعزل عما هو ديني، أي لكل واحد الحق في ممارسة طقوسه الدينية كما يريد، ولذلك ليس لدي أي مركب نقص من العلمانية. قانون المناصفة: نقول باستمرار إننا ندافع عن المناصفة ليس كأفق فقط، بل نمارسها في عملنا السياسي، ولا أدل على ذلك أننا وضعنا خمس نساء على رأس جماعات في مراكش. لا يمكن أن نشارك في شل نصف المجتمع، ثم إن تاريخنا الإسلامي يثبت أن المرأة كانت دائما تتبوأ مراتب مهمة، فأسماء بنت أبي بكر كانت تتوفر على ما يشبه ناد للتفكير حسب المفهوم الحديث، وزوجات النبي روين الحديث، وبالتالي فإن حزبنا يبغي أن تكون النساء في صدارة الشأن السياسي وفي مركز القرار كذلك. احتلال «البيجيدي» الرتبة الأولى في الانتخابات المقبلة: كل شيء ممكن. يا سيدي الانتخابات معقدة جدا، وتحليلها أصبح علما قائم الذات يسمى الأنتربولوجيا السياسية، ومن ثم يصعب التكهن بالنتائج، والشعب سيد نفسه يعطي الأسبقية لمن يريد وينزعها ممن يريد.