توفيت، أول أمس السبت، بمستشفى ابن سينا بالرباط، ربيعة الزيادي، الناشطة اليسارية التي تعرضت للتعذيب من طرف زوجها الشرطي بمدينة العرائش، رفقة مجموعة من رفاقه في المهنة، والتي سبق أن وضعت شكاية بالأمر لدى وكيل الملك باستئنافية طنجة وسجلت شريطا مرئيا تتحدث فيه عن تفاصيل الاعتداء عليها. وتوفيت السيدة نتيجة تعرضها لإصابات بليغة في الدماغ تسببت لها في فقدان متقطع للوعي، بعد قيام زوجها وأصدقائه بضرب رأسها بدرج المنزل الذي وقعت به الجريمة عدة مرات، إضافة إلى ضربها بعصى حديدية، ناهيك عن اغتصابها عدة مرات، وإدخال القضيب الحديدي، المنتزع من مكنسة كهربائية في فرجها ودبرها. وحصلت «المساء» على شريط مسجل تتحدث فيه الضحية، الحاملة للجنسية البريطانية، عن اقتحام منزلها من طرف 4 من عناصر الشرطة، جاؤوا على متن سيارة تابعة للأمن الوطني، ذكرت منهم اسمين، ويتعلق الأمر «ع.ش» الذي كان يحمل أصفادا، و»م.ف» الذي كان يرتدي لباس شرطة، إضافة إلى اسم زوجها «م.ق». وقالت الضحية إن زوجها ومن معه قاموا بتقييدها بواسطة حزام، وشرعوا في الاعتداء عليها وتعذيبها بطريقة وحشية لمدة 5 أيام، كانت خلالها تتلقى ضربات قوية على رأسها بواسطة عصا حديدية، ما تسبب لها في فقدان الوعي، وحسب مصدر حقوقي، فإن الجريمة تمت يوم 28 يناير الماضي، وعثر على الضحية من طرف بعض أفراد عائلتها. وحسب مصدر حقوقي، فإن الضحية، وهي منتمية لحزب الطليعة الديموقراطي اليساري ومنخرطة في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، كانت قد دخلت مع زوجها «م.ق»، والذي يعمل شرطيا بمدينة سيدي سليمان، في نزاع قضائي حول نسب ابنتهما، لينتقل الملف إلى محكمة الاستئناف بطنجة، التي قضت بإجراء خبرة طبية للتأكد من البنوة، استجابة لطلب الأم، ما دفع الزوج إلى التخطيط للانتقام. وكانت الضحية قد نقلت بداية إلى مستشفى العرائش، ومن ثم إلى مستشفى محمد الخامس بطنجة، مرفوقة بتقرير طبي لم يشر من قريب ولا من بعيد إلى التعذيب الواضح الذي تعرضت له، بل اكتفى بالإشارة إلى تعرضها ل»أزمة قلبية»، قبل أن يتم فحصها بطنجة بعد ضغط من حقوقيين ومن أفراد عائلتها، لتنقل إلى الرباط يوم السبت 13 فبراير لإجراء عمليات جراحية معقدة لها، لتفارق الحياة بعدها بأيام متأثرة بجراحها البليغة.