بعد 7 سنوات من تفاديه للمساءلة، أصدر وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية لطنجة أمرا باعتقال المنعش العقاري محمد التدلاوي، إثر توصله بشكايات من طرف 400 شخص يتهمونه فيها بالنصب عليهم والاستيلاء على مبلغ مالي قدره 47 مليار سنتيم، أخذها منهم كتسبيقات لإنشاء مشروع سكني فاخر. وأكدت مصادر مطلعة ل»المساء» أن وكيل الملك أمر بإيداع التدلاوي السجن المحلي لطنجة ومتابعته في حالة اعتقال، بعدما ظل ملفه حبيس رفوف المحكمة الابتدائية منذ 2009، لتمتعه بنفوذ كبير، رغم توجيه 400 شخص، أغلبيتهم العظمى من المغاربة المقيمين بالخارج، شكايات ضده تتهمه بالنصب والاحتيال. وكان التدلاوي قد تقاضى من ضحاياه مبالغ مالية مهمة مجموعها 47 مليار سنتيم، كتسبيقات لإنشاء مجمع سكني فاخر بمحاذاة الغابة الأمريكية بطنجة، وهو المبلغ الذي ينضاف إلى قرض بنكي ناله المنعش العقاري ذاته بقيمة 30 مليار سنتيم، من أجل إتمام مشروعه الذي بدأ العمل به في 2004. وكان من المفروض أن يتسلم المشتكون شققهم في سنة 2009، لكنهم اكتشفوا أن نسبة ما تم إنجازه من المشروع لم تتعد 30 في المائة، قبل أن يتوقف العمل به نهائيا، كما رفض المنعش العقاري إرجاع مبالغ التسبيق التي دفعوها، ما اضطرهم إلى توجيه شكاياتهم إلى المحكمة الابتدائية بطنجة. وأورد عدد من الضحايا، وأغلبهم من القاطنين بإنجلترا وفرنسا وإسبانيا، أن التدلاوي، المتمتع ب»نفوذ كبير»، على حد وصفهم، لم يكن يمثل أمام وكيل الملك رغم ضخامة الفضيحة التي تورط فيها، ورغم حيازة المشتكين للوثائق القانونية التي تثبت كلامهم، مبدين ارتياحهم لقرار اعتقاله، وأملهم في أن يجبره ذلك على إعادة أموالهم.