أضحى المئات من تلاميذ جهة الغرب الشراردة بني احسن محرومين من متابعة دراستهم، بفعل فيضانات نهر سبو، والأودية المتفرعة عنه، والتي غمرت مياهها العديد من المؤسسات التعليمية، وقطعت معظم الطرق والمسالك المؤدية إليها. وكشفت بعض الإحصائيات الأولية أن أزيد من عشر مدارس في سيدي قاسم أغلقت أبوابها، بقرار من النيابة الإقليمية، حفاظا على سلامة وأمن مرتاديها، بسبب خطورة الأوضاع الناجمة عن زحف سيول المياه، وهو ما يزيد من احتمال تعرض هذه المؤسسات للانهيار في أي لحظة، في حالة استمرار رداءة أحوال الطقس التي تعرفها المنطقة. ففي جماعة الصفصاف، دائرة مشرع بلقصيري، اجتاحت السيول مجموعة مدارس الياسمين والموحدين والصفصاف، لتتحول إلى مستنقع من الأوحال والمياه الراكدة، أجبرت العاملين فيها على مغادرتها، وهو الوضع ذاته الذي تعيشه مجموعة مدارس ابن الخطيب في جماعة سيدي الكامل، ومجموعة مدارس أولاد احمر في جماعة توغيلت دائرة حد كورت، التي أقفلت أبوابها منذ 4 يناير الجاري. وعلى صعيد أخر، أدى قرار السلطات بقطع عدد من الطرق في وجه حركة المرور، سيما بعد أن غمرتها المياه بالكامل، إلى تعذر التحاق رجال التعليم بمقرات عملهم، خاصة في كل من جماعة دار السلوجي وجماعة سيدي عمر الحاضي، وجماعة تروال دائرة وزان، والتي حولت كلا من الثانوية الإعدادية عمر بن عبد العزيز والثانوية التأهيلية عمر الخيام إلى أماكن شبه مهجورة. أما في إقليمالقنيطرة، فالقادم من الأيام، ينذر بكارثة شبيهة بتلك التي حدثت خلال الموسم المنصرم، سيما مع استمرار تهاطل الأمطار، حيث حاصرت المياه بعض المدارس، وغمرت السيول الأقسام والحجرات، خاصة تلك المتواجدة في جماعة المكرن، ودوار الملاقيط. ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن انقطاع الدراسة بمختلف الفرعيات والأقسام التعليمية المنتشرة في المناطق المتضررة. وقد سبق في هذا الإطار، أن توقف أساتذة إعدادية الوحدة بجماعة المكرن عن العمل، ونظموا وقفة احتجاجية، للتنديد بالوضعية التي آلت إليها مؤسستهم، بفعل المياه والأوحال التي غمرتها، وبفعل الظروف السيئة التي يشتغلون فيها عند حلول كل موسم ممطر.