يقلل الكثير من أهمية الاستماع إلى الموسيقى إلا أن العديد من الأبحاث العلمية تؤكد أن للعلاج بالموسيقى فوائد منها أنه يصلح لعلاج العديد من الفئات كالأطفال والمراهقين وكبار السن من الذين يعانون من مشكلات نفسية أو عقلية، أو حتى من بعض الإعاقات في النمو أو التعلم، كما ثبت أنه يفيد في علاج مرض الزهايمرAlzheimer الذي يصيب كبار السن، كما ثبت نجاحها في التغلب على العديد من الرواسب النفسية الناتجة عن تعرض شخص ما للاعتداء بشكل أو بآخر، وفي حالة إصابات المخ، والإعاقات الجسدية، والآلام الحادة والمزمنة بما في ذلك آلام الولادة، ومشكلات الكلام والتخاطب والتواصل، وفي حالات القلق والسلوك العدواني، وغياب التركيز الذهني. ويساعد العلاج بالموسيقى على تحسين صورة الذات والوعي بالجسد، بما ينعكس إيجابيا في زيادة مهارات التواصل، وزيادة القدرة على استخدام الطاقة بشكل هادف، والإقلال من السلوكيات غير التكيفية للأفراد، وزيادة التفاعل مع النظراء، وتحسين المهارات الحركية، وتحسين الاستقبال السمعي، والتحفيز على التعبير والضبط الوجداني، وزيادة القدرة على الاستقلالية والتوجيه الذاتي، وأخيرًا تحسين القدرة على الإبداع والتخيل. ويقول الموسيقار رمزي ياسين: «لقد تبين أن الموسيقى تحقق ضبط الايقاع بين التنفس وسرعة النبض بمعدل 4.1 % مما يفيد في علاج الربو والشرايين التاجية وارتفاع ضغط الدم والصداع النصفي الشديد». وفي المجال العضوي يمكن استخدامها في علاج القصور الحركي لدى المعاقين باستخدام مختارات موسيقية معينة مما يزيد أو ينقص النشاط العضلي حسب الأنغام المستخدمة، فالعزف على الهارمونيكا مثلاً (يفيد التنفس والبلع)، والعزف على الطبلة يطلق الضغط العاطفي بدلاً من كبته أو ظهوره في صورة أفعال عدائية، والثابت أيضاً نجاح الموسيقى في علاج الأرق وتأتي ثمارها بعد جلستين أو ثلاث، فضلا عن أن الموسيقى تعمل على تطوير الإدراك الحسي، واكتشف كرامكوف أن الموسيقى والأصوات الإيقاعية يمكنها تحسين قوة إبصار بدرجة تصل إلى 25% بل إن بعض الأصوات الصادرة عن الساعة مثلاً لها تأثيرها على الأبصار. ولقد أكدت التجارب أن الموسيقى لها تأثيرها على الشلل الرعاشي فالموسيقى الهادئة تعمل على تهدئته الخطوات العسكرية تزيد من سرعة الرعشات والتي قد تصل إلى مئة رعشة في الدقيقة، وأيضا استخدمت الموسيقى في تنشيط الهضم إلى درجة أن فولتير قال ذات مرة إن الهدف من الذهاب إلى الأوبرا هو مساعدة عملية الهضم. ولم تتوقف استخدامات الموسيقى عند هذا الحال، بل استخدمت أيضا في علاج أمراض ضغط الدم فالاستماع إلى الموسيقى الهادئة لمدة ساعة مثلاً يؤدي إلى علاج مرض الضغط العالي لأنها تعمل على انخفاض ضغط الدم الشرياني الانقباضي الانبساطي تعادل انخفاض الضغط نتيجة تعاطي الأدوية والعقاقير لمدة 6 أيام.