حذر خبراء في الصحة من أن مختبرات أجنبية قد تسعى لاستغلال موجة الرعب التي أثارها فيروس «زيكا» من أجل دفع المغرب، على غرار بلدان أخرى، لإبرام صفقات اللقاح اللازم للفيروس، في الوقت الذي يظل المغرب بعيدا عن المناطق التي تعد بؤرا للفيروس. واتهم عدد من الخبراء في مجال الصحة مختبرات الأدوية بتغذية الإشاعات المتناسلة من أجل بث الرعب ودفع السلطات المختصة، تحت ضغط شعبي، لإبرام صفقات لشراء اللقاحات الخاصة بالفيروس، مشيرين إلى أن عددا من المختبرات الدولية في عدد من البلدان بدأت بالفعل تعلن أنها بصدد أبحاث سريرية لإنتاج لقاح ضد الفيروس. وتخشى العديد من المنظمات المدنية أن يتحول الفيروس إلى ذريعة لبث الرعب من أجل استغلاله من طرف مختبرات الأدوية لجني الأرباح كما حدث مع فيروسات أخرى عرفت انتشارا كبيرا في العالم وبشكل سريع، وجنت العديد من المختبرات أرباحا كبيرة من لقاحاتها. وكانت وزارة الصحة قد أعلنت، في وقت سابق، أن احتمال انتشار «فيروس زيكا» يبقى ضئيلا في المغرب، إذ لم تثبت الدراسات الأنتمولوجية، لحد الآن، وجود البعوض المسبب لهذا الداء، مشيرة إلى أنه تم اتخاذ تدابير وقائية تهدف إلى تعزيز نظام المراقبة الوبائية داخل المنظومة الصحية، من أجل ترصد والكشف المبكر عن أي حالة إصابة بهذا المرض قادمة من الدول الموبوءة. وبدأت عدد من المختبرات العالمية بالفعل تجارب حول لقاحات الفيروس، إذ أعلنت مجموعة «سانوفي» الفرنسية للصناعات الدوائية أنها تعتزم إطلاق تجربة سريرية بشأن فيروس «زيكا»، في غضون عام، غير أن تطوير اللقاح مستبعد قبل ثلاث سنوات، وهو فيروس من السلالة نفسها لفيروس أخر يحمل اسم «دينغفاكسيا طرحت «سانوفي باستور» لقاحا له مؤخرا. يذكر أن الفيروس ينتقل عن طريق لدغة بعوضة تسمى «الزاعجة المصرية»، وغالبا ما تكون أعراضه خفيفة أو منعدمة عند 80 في المائة من المصابين به، ولا تشكل أي خطر على حياة الإنسان، فيما أعلنت وزارة الصحة الإسبانية عن وجود ست حالات إصابة بفيروس «زيكا» في أقاليم متفرقة بإسبانيا.