قرأت «الحركة التصحيحية»، التي يقودها وزير المالية صلاح الدين مزوار داخل حزب التجمع الوطني للأحرار، الفاتحة «ترحما» على استمرار مصطفى المنصوري في قيادة الحزب، وأنهت بها اجتماعا للمكتب التنفيذي للحزب عقد في فيلا عائلة الوزير السابق محمد عبو بفاس صباح أول أمس الاثنين. وبادر المعطي بنقدور، في ختام الاجتماع، إلى قراءة الفاتحة، قبل أن ينضم إليه كل من الوزير مزوار وعزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، وأمينة بنخضرا، وزيرة الطاقة والمعادن والبيئة، وياسين الزناكي، وزير السياحة والصناعة التقليدية، ومنصف بلخياط، وزير الشبيبة والرياضة، وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي، ضمنهم محمد أوجار ورشيد الطالبي العلمي. ووصف محمد أوجار، الوزير الأسبق لحقوق الإنسان، صلاح الدين مزوار ب«رجل المرحلة» لقيادة التجمع الوطني للأحرار، ونال هذا الوصف تصفيقات ما يقرب من 200 تجمعي جاؤوا من جهة تازةالحسيمة تاونات وفاس بولمان وطنجة تطوان والجهة الشرقية. وردد أوجار هذه العبارة أكثر من مرة على مسامع الحاضرين، وكان ينال في كل مرة تصفيقاتهم. وقال أوجار إن مزوار له «طاقة رهيبة على العمل»، مضيفا أن الهدف من هذه الحركة، التي يراهن عليها للإطاحة بأمين عام الحزب في اجتماع المجلس الوطني المقرر في مراكش ليومي 23 و24 يناير الجاري، هو بناء حزب كبير. وباستضافة هذا اللقاء «التواصلي» يكون الحاج محمد عبو، المنسق الجهوي للحزب بجهة الحسيمةتازة تاونات، قد أعلن حالة الطلاق مع توجه المنصوري بعدما عد من أبرز الأوفياء له. وجاء هذا الطلاق أياما قليلة بعد التعديل الحكومي الجزئي الذي أبعد محمد عبو عن وزارة تحديث القطاعات العامة، وهو المحسوب على توجه المنصوري، وإلى جانبه محمد بوسعيد، وزير السياحة والصناعة التقليدية، المحسوب على حركة مزوار. وتحولت كلمة قائد سفينة إصلاحيي التجمع الوطني للأحرار إلى محاضرة في مدرجات الجامعة. وتحدث مزوار عن تحديات يواجهها المغرب، معتبرا بأن المخاض الذي يعيشه الحزب لا يرتبط بالأشخاص ولكن بفهم المرحلة وتقييمها. وقال:«نحن نعرف إلى أين تسير البلاد ونعرف ما هو مفروض علينا». لكن مزوار لم يستطع الحفاظ على رزانة التحليل الأكاديمي في جميع مراحل مداخلته. فقد وجه انتقادات حادة إلى غريمه مصطفى المنصوري، معتبرا بأنه حاول تفعيل ما سماه بالقبلية والجهوية للنيل منه واتهمه بمحاولة محو رموز الحزب، معتبرا بأن أحمد عصمان، الأمين العام السابق للتجمعيين، تعرض تاريخه لمحاولة محو «لكي يبرز الشخص»، في إشارة إلى المنصوري الذي أزاح عصمان عن رئاسة الحزب.