تعلن مؤسسة الفنون الحية عن انطلاق تقديم الترشيحات من أجل تكوين منشطين في المسرح للأطفال والمراهقين في عمالة سيدي البرنوصي في الدارالبيضاء. يكرس هذا النداء انطلاق المشروع المسرحي لمؤسسة «جميعا على الخشبة» والذي يهدف إلى تطوير التربية الثقافية والفنية في الأحياء المهمشة في الدارالبيضاء والذي يموله الإتحاد الأوربي في إطار الأنشطة الثقافية في المغرب. وحسب بلاغ للمؤسسة، سيمكن هذا التكوين الذي يندرج في سياق مشروع «جميعا على الخشبة» كافة المنشطين الذين سيتم اختيارهم من الحصول على الأدوات المنهجية وتقوية مؤهلاتهم في مجال التنشيط الثقافي والمسرحي. في هذا السياق صرحت أمال عيوش، المنسقة العامة للمشروع لدى مؤسسة الفنون الحية: «يعتبر هذا المشروع بالنسبة إلى مؤسسة الفنون الحية مناسبة للمساهمة في جعل الثقافة محل إهتمام الجميع في الأحياء المهمشة للدار البيضاء والتحسيس بأهمية التربية الفنية والثقافية التي تعتبر بمثابة ركيزة أساسية للتنمية والتبادل الثقافي». وتضيف أمال عيوش: «جميعا على الخشبة» هو مشروع يهدف إلى خلق أوراش مسرحية في جمعيات الأحياء، وذلك من يناير إلى دجنبر 2010، وسيختتم المشروع أعماله بعرض فني نهائي من إنجاز المنشطين ومن تقديم أطفال ومراهقي جمعيات أحياء عمالة سيدي البرنوصي. كما سيمكن من خلق وساطة ثقافية للشباب في سيدي البرنوصي، وتشجيعهم لكي يصبحوا فاعلين في مجال الأنشطة الفنية، «وهذا ما سيخول لهم الإنخراط السوسيوثقافي». «جميعا على الخشبة» هو مشروع سينظم بشراكة مع مجلس مدينة الدارالبيضاء، والمديرية الجهوية للثقافة بالدارالبيضاء، وجمعية مسرح البحر في مدينة مارسيليا الفرنسية وإعدادية سانت إكزبري في مدينة ليل الفرنسية وباتفاق مع عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي والمركب الثقافي حسن الصقلي. وقالت عيوش أثناء حديثها ل«المساء إن المرحلة الأولى من المشروع ستسعى إلى ترسيخ الأدوات المنهجية في مجال الاشتغال المسرحي، عبر مجموعة من الورشات التي ستشرف عليها أطر مغربية، ويتم الإنتقال بعد ذلك نحو إعداد نصوص مسرحية، اعتمادا على الارتجال، وارتكازا على نص شعري لفكتور هيغو يدور حول موضوع إحراق بعض المكتبات، مشيرة إلى أن الهدف من ذلك هو بلورة نصوص تجعل الكتابة والقراءة موضوعا لها لتحسيس الأطفال بأهميتها، وسيتم انتقاء بعض النصوص المنجزة إلى الفرنسية وبعثها لشركائنا الفرنسيين الذين تمت الإشارة إليهم في بلاغ المؤسسة، قصد تقديمها لبعض أقسام الإبتدائي لتحويلها إلى عمل مسرحي، للمشاركة بها إلى جانب العروض المسرحية التي سيتم إنجازها من طرف الأطفال المغاربة. وكشفت المنسقة العامة للمشروع أن الأطر الجمعوية المستفيدة من التكوين، وصل إلى حد الآن خمسة وعشرين إطارا، وستتم مواكبتهم ومرافقتهم أثناء اشتغالهم مع أطفالهم طيلة فترة إعدادهم للعروض بمقراتهم، وستنطلق عملية الإعداد مباشرة بعد التكوين، وحدد السقف النهائي لإنجاز مجمل الأعمال في شهر أكتوبر. وحسب آمال فإن هذه العروض ستخضع لعملية فرز أولية، وسيتم اختيار ثلاثة منها للتباري على جوائز في شهر دجنبر نهاية 2010، وسيشارك الأطفال الفرنسيون إلى جانب المغاربة في هذا الحدث الفني، مضيفة أن هناك جوائز سترصد للمتسابقين. من جهته أبرز نور الدين عيوش، رئيس مؤسسة الفنون الحية في تصريح ل«لمساء» أن الميزانية المخصصة لهذا المشروع التكويني تقدر ب 360 ألف درهم، وذلك بدعم من الإتحاد الأوربي، وبشراكة مع مؤسسة الفنون الحية، وأن هذا التكوين سيهم محور الإخراج وإدارة الممثل والديكور والتأليف المسرحي، وبأن مؤسسته تأخذ على عاتقها منذ سنوات مهمة ترسيخ فنون العرض بالأحياء الهامشية كصيغ تربوية تساعد على تطوير ملكات الأطفال وتفجير مواهبهم، ومد الأطر التي لا تتوفر على موارد مالية للتكوين بالعدة والزاد التقني والأكاديمي في قالب ترفيهي، ليلعبوا أدوارهم كاملة تجاه أطفال أحيائهم، وأن المؤسسة ستعمل في المستقبل على تعميم هذه التجربة على مختلف الأحياء الهامشية. هذا وقد وضعت المؤسسة رهن الأشخاص الذين يودون تقديم ترشيحهم الوثائق الخاصة بالمشروع لتحميلها من على الموقع الألكتروني التالي: www.fondationdesartsvivants.com