استيقظ سكان مدينة القنيطرة، صباح أول أمس، على فاجعة إنسانية خلفت مصرع 3 أشخاص عقب اختناقهم بالغاز. وأفادت مصادر أمنية بأن ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة، لقوا مصرعهم، في اليوم نفسه، مرجحة أن تكون الوفاة ناجمة عن اختناقهم جراء تسرب كميات هائلة من غاز البوتان من سخان ماء مما أدى إلى وفاة كل من كان بالطابق العلوي للمنزل. وأضافت المصادر ذاتها أن اكتشاف جثث الضحايا، التي تعود للأب وزوجته وابنهما، بمنزلهم بشارع جون كيندي بمنطقة الخبازات، جاء بعد تلقي قاعة المواصلات بولاية أمن القنيطرة إشعارا من قبل معارف الضحايا يشير إلى التأخر المريب لرب الأسرة، الذي يشتغل مساعد صيدلي، عن الالتحاق بمقر عمله الذي يوجد على بعد أمتار قليلة من مسكنه، وهو ما دفع عناصر الأمن إلى اقتحام منزله بعد طول انتظار. وبحسب المصادر نفسها، فإن الضحايا وجدوا مستلقين على أرائك صالة المنزل، حيث كانوا بصدد الاحتفال بعيد ميلاد الابن. ووفق إفادة المصادر، فإن الأب الهالك، المعروف بالحاج عزيز، كان آخر من استعمل حمام المنزل، قبل أن يلتحق بزوجته وابنه لمشاركتهما الاحتفال. وتفيد المعطيات الأولية، أن الوفاة ناجمة عن تسرب غاز البوتان من سخان الماء الذي اقتنته الأسرة مطلع هذا الأسبوع، وقد تم نقل جثامين الضحايا إلى مستودع الأموات وسط حضور أمني مكثف، وفي أجواء طغى عليها بكاء وصراخ الجيران الذين يكنون لأفراد الأسرة كل الاحترام لدماثة أخلاقهم وحسن تعاملهم، حيث تحولت الأزقة المحيطة بالمنزل إلى فضاء كبير للعزاء. وعلمت «المساء» أن المئات من المواطنين شاركوا في تشييع جثامين الضحايا، عقب صلاة عصر يوم أمس، بمسجد حي لاسيكون، حيث ووروا الثرى بمقبرة الحدادة وسط مراسيم مهيبة.