تناول حميد النقراشي في حلقة ليلة الخميس/ صباح الجمعة، 8 فبراير الجاري، من برنامجه «أنيس المبدعين» على أثير إذاعة طنجة قضايا المشهد الثقافي والإعلامي المغربي، مستعرضا جملة من المشاكل التي يشهدها هذا المشهد وما يعتريه من معوقات ونواقصَ تحول دون تحقيق طفرة نوعية تمنح بعض التميز والتألق لحقل الإبداع الثقافي والفني المغربي. وكان نعمان لحلو أول المتدخلين في الحلقة، باعتباره أحدَ الوجوه الفنية القليلة التي جاءت بالجديد على مستوى الأغنية المغربية التي لم تشهد في 2009، حسب النقراشي، إبداع أغنية متميزة، كما كان عليه واقع الحال على امتداد عقدي الثمانينيات والسبعينيات باستثناء بعض «اجتهادات» نعمان لحلو.. كما عرفت الحلقة تدخل الزميل توفيق ناديري، من هيئة تحرير «المساء» الذي سجل عن 2009 كونَها عرفت الكثير من اللحظات المحزنة تجلّت بالخصوص في رحيل العديد من الأسماء الفنية كأحمد الغرباوي، عبد الكبير الخطيبي، محمد سعيد عفيفي، حميد بنبراهيم، الفنانة التشكيلية الركراكية و عبد السلام خشان، مبدع أغنية «صوت الحسن ينادي»، عمر شنبوط وعباس ابراهيم الذي قدم لنا رشيد الوالي ومنى فتو وغيرهما من الفنانين... كما عرفت السنة التي ودعناها، حسب ناديري، تراجع الاهتمام في الفعل المسرحي وعدم تحقيق تطور نوعي على مستوى السينما...كما شهدت 2009 تنظيم العديد من الندوات التي طرحت سؤال الثقافة من زوايا مختلفة وتناولت العلاقة بين المسؤولين عن الشأن الثقافي والمثقف والتي هي، من وجهة نظره، علاقة غير «صحية». «فإذا كانت التوصيات والندوات لا تجد طريقها إلى التحقق فلا أعتقد أن لهذه الندوات قيمة في الأصل»، يقول ناديري في اتصال هاتفي بالبرنامج، قبل أن يضيف أن «تنظيم هذه الندوات لا يفيد في شيء في غياب استراتيجية واضحة تروم النهوض بالشأن الثقافي والفني».. وأضاف ناديري أن ما ميز 2009 هو إعطاء البث التجريبي للقناة الأمازيغية التي اعتبرها مكسبا تاريخيا، مجتمعيا، ثقافيا وإعلاميا، لأنه قدم الإجابة على مجموعة من الأسئلة التاريخية. واعتبر أن قناة الأمازيغية كان متوقعا إطلاقها سنة 2007 لولا بعض التعثرات والعوائق التي حالت دون ذلك ليتأجل موعد إطلاقها إلى غاية الأسبوع الأول من 2010، في انتظار أن يبدأ البث العادي للقناة في مارس المقبل. وتمنى الصحافي -مقابل ذلك- من الشركة الوطنية ووزارة الاتصال الالتزام بتعهداتها لإنجاح هذا المشروع الإعلامي والثقافي، حتى يكون في مستوى التطلعات والانتظارات. وفي موضوع الموسيقى ذكر النقراشي أن البشير بن يحيى من بين الأسماء التي تبدع موسيقيا في صمت، إضافة إلى ابن طنجة يونس فخار، قبل أن يعرّج على الموسيقى التصويرية التي قال بصددها إنه باستثناء بعض الأسماء (يونس العكاف - يونس ميكري..) فإن السينما المغربية تعاني من نقص كبير على هذا المستوى، فإذا كانت السينما الأجنبية (د. جيفاغو، تيتانيك...) معروفة بموسيقاها التصويرية التي تواكب هذه السينما بإبداع موسيقى تصويرية في مستوى جودة هذه الأعمال، فإن سينمانا الوطنية، على العكس من ذلك محتاجة، بشكل كبير، إلى مبدعين في هذا الصنف الإبداعي، يقول منشط «أنيس المبدعين»، مستحضرا تجربة كمال كمال المتميزة في «السمفونية المغربية»، بينما أشار إلى بعض «التخريجات الغرائبية التي شابت المشهد السينمائي المغربي (كازا نيكرا... الرجل الذي باع العالم)...