يعد أنيس المتحاورين الذي يذاع ليلة كل أربعاء صبيحة الخميس من استوديوهات إذاعة طنجة على الأمواج الوطنية، من انجح البرامج الإذاعية التي تؤثث سماء الإذاعة الوطنية. فالبرنامج كان معروفا باسم »الصوت المسموع« وكان يذاع مرتين في الأسبوع. يوم الأربعاء زولا من الساعة 12H الى 13H على الأمواج المحلية لإذاعة طنجة وليلا من منتصف الليل إلى الساعة الثانية من صبيحة الخميس على الأمواج الوطنية. لا أخفي مدى الإعجاب والاستحسان الذي يلقاه البرنامج من لدن المتتبعين والمستعمين الشغوفين للاستماع للبرامج القيمة من هذا الحجم. فالصوت المسموع او ما أطلق عليه في المخطط الإذاعي الجديد أنيس المتحاورين، بمثابة مدرسة لنهل العلوم والاستفادة من أفكار وتجارب الآخرين خاصة وأن البرنامج ذو طابع اجتماعي تحاوري يناقش العديد من الظواهر الاجتماعية المتفشية في المجتمع المغربي بصفة خاصة والعالم العربي بصفة عامة. إضافة إلى هذا فالبرنامج تنشطه الأستاذة فاطمة عيسى، وقبل استكمال الحديث عن البرنامج وأهمية، دعونا نلقي نظرة ولو موجزة عن مقدمة هذا البرنامج، التحقت الأستاذة فاطمة عيسى بإذاعة طنجة في شهر غشت من سنة 1962. لتكون هذه السنة انطلاقة فعلية نحو التألق، حيث شغلت مناصب عديدة وكلفت بالقيام بمهام إذاعية أخرى، وقد ارتبط اسم فاطمة عيسى ببرامج عدة من أهمها: الصوت المسموع، بحروف الهجاء، كوميديون في رمضان اعترافات مبدع، امتاع ومؤانسة. كل هذا التاريخ الحافل بالعطاء، والخلق الحسن، والتواضع، والجد والمثابرة شفع للسيدة فاطمة عيسى أن تتربى على عرش النجومية الإعلامية، وأن تكتسب قاعدة هامة من المستمعين والمتتبعين. فهي رمز من رموز إذاعة طنجة، وهرم من الأهرام العديدة التي سطع نجمها في سماء إذاعة طنجة، اذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: زهور الغزاوي القاسيمي، بهيجة الشعيبي، محمد بن الطيب، عبدالحميد النقراشي، عبداللطيف بن يحيى، والحسين خبشي.. وغيرهم كثر. وبالعودة مجددا الى الحديث عن برنامج أنيس المتحاورين، لابد أن أشير إلى أن من بين العوامل التي تجعل البرنامج يحقق النجاح إضافة إلى مقدمته، نجد ضيوف الحلقات الذين يتم انتقاؤهم بعناية فائقة وحسب المواضيع المقترحة للنقاش. فالبرنامج يستضيف ضيوفا يعنون بالجانب النفسي وآخرين بالجانب الديني وفئة أخرى بالجانب الاجتماعي، ثم التربوي.. أما العامل الثالث فهو المستمع فالبرنامج يفتح خطوطه الهاتفية للمتلقي ليساهم جنبا الى جنب مع مقدمة البرنامج والضيوف في النقاش وذلك بطرح الأسئلة والقضايا على الضيوف لتتم مناقشتها والاستفادة من تجارب الآخرين كما أن البرنامج دأب على تقديم الخلاصة والحلول لموضوع مطروح للنقاش قبل نهاية الحلقة بربع ساعة. بذلك يكون أنيس المتحاورين حقيقة يأخذ بالرأي والرأي الآخر. فلا يسعنا كمستمعين إلا أن نشيد بالمجهود الجبار الذي تقدمه الأستاذة المقتدرة فاطمة عيسى إنجاحا للبرنامج وتكميلا للخدمة الإعلامية الهادفة. فمزيدا من التألق والاستمرارية والتقدم للبرنامج ومقدمته.