فتحت الإذاعة المركزية بالرباط منذ تحول الإذاعة والتلفزة الى شركة وطنية أوراشا متعددة لإصلاح الإذاعة التي كانت قبل هذا التحول قد وصلت إلى درجة كبيرة من التأخر كادت الإذاعة معها أن تنتهي بسبب المنافسة القوية للوسائل الجديدة للإعلام وخاصة القنوات الفضائية التلفزية التي خطفت ألباب المشاهدين الجدد وكادت تسرق مستمعي الإذاعة القدامى الذين لم يعودوا يجدون في ذلك الوقت ما كانوا تعودوا عليه في الإذاعة المركزية. التحول الجديد الذي شهدته الإذاعة المركزية بالرباط والروح الجديدة التي انفتحت في هذه الدار كانت عاملا حاسما في عودة الإذاعة الى الواجهة، هذه العودة التي جاءت كنتيجة للكفاءات التي تتوفر عليها هذه الدار والتي كانت مغيبة أو غائبة مع الأسف بسبب هيمنة العقلية الإدارية وممارسات أخرى لا علاقة لها مطلقا بالمهنة. التحرك الأخير أرجع الى الأطر الإذاعية الكفأة مكانتها وأصبحت تشعر بوجودها ولعل هذا الشعور هو المطلوب وهو أكبر حافز على إمكانية العطاء. خلال السنوات الأخيرة ترسخت عند المستمعين عدد من البرامج أبرزها اللقاء المفتوح الذي يذاع يوميا وبرنامج مسابقات مفتوحة الذي يعده الزميل محمد عمورة وبرنامجا ضيف اليوم كل صباح في الساعة 45 h 7 وتلك السنوات الذي يذاع يوم السبت من 12 الى الواحدة يتضمن ذاكرة الأغنية خلال الستينيات. وأذاعت القناة الدولية خاصا عن جاك يرحل بمناسبة 30 سنة على وفاته وهذان البرنامجان يعدهما الإذاعي المقتدر والقيدوم امحمد البحيري ولا ننسى البرنامج الذي يعده أيضا علي حسن. هذه الباقة من البرامج التي أصبحت تؤثث أثير الإذاعة المركزية بالرباط أعادت الدفئ إلى قلوب المستمعين وأعادت لهم الثقة في الإذاعة كرافد إعلامي أساسي له خصائصه التي لا تملكها أية وسيلة إعلامية أخرى. الأوراش المفتوحة في الإذاعة واعدة، وهي منفتحة على الشباب ببرامج تلائم أذواقهم الغنائية والفنية. الإذاعة تستوفي في برامجها الجديدة الوصول إلى أكبر قدر ممكن من المستمعين من خلال الإقتراب من مشاكلهن وهمومهم ورغباتهم. غير أن هذا المطلب ليس سهلا والإذاعة تواجه المنافسة وهذه المواجهة محفوفة بالمخاطر والإكراهات ومن بين هذه الإكراهات أن الإذاعة الوطنية إذاعة عمومية ليست لها أهداف تجارية بل مفروض عليها أن تقوم بواجب المرفق الإعلامي العمومي. في تغطية الأخبار وإعطاء الأسبقية لما هو وطني، وما هو تثقيفي وتربوي يتماشى مع القيم والهوية المغربية ، ومن بين هذه المقومات الحفاظ على الموروث الغنائي المغربي الأصيل بكل أصنافه، فالإذاعة الوطنية كانت الرافد الأساسي للأغلبية المغربية وهي مازالت مدعوة للقيام بهذا الدور. وهي تقوم بالجزء الأكبر منه ولعل ذلك ما أعادها الى الواجهة خصوصا خلال الأشهر القليلة الماضية وأعاد ثقة المستمعين فيها وفي برامجها.