كشفت معطيات حصلت عليها «المساء» أنه ومنذ ما يقارب أكثر من أسبوع، أقدمت الاستخبارات المغربية على رفع درجة الحذر والتأهب إلى الدرجة القصوى في العرف الخاص بعالم الاستخبارات، مباشرة بعد شريطي الفيديو الأخيرين اللذين هدد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» من خلالهما المغرب بالاسم، حيث أخذت الأجهزة الأمنية التهديد الوارد في التسجيلين على محمل الجد، كما ضاعفت مراقبتها لكل من «سبتة» و»مليلية» بشكل خاص. وأشارت المعطيات ذاتها إلى أنه طوال الأسبوع الأخير شكل شريطا الفيديو الأخيرين اللذين أصدرهما التنظيم موضوعا لرفع اليقظة والحذر في جميع مناطق المملكة، وضاعفت الأجهزة من تحرياتها خاصة على القادمين من سبتة ومليلية المحتلتين، ويأتي ذلك بسبب اعتبار المدينتين المحتلتين نقطتي العبور نحو أوربا وكذلك الدخول منها باتجاه المغرب، فيما يتحدر عدد كبير من مغاربة «داعش» منهما. وتستمر الأجهزة الأمنية في اعتمادها على الضربات الاستباقية في وجه الخلايا الإرهابية والعناصر المتعاطفة مع التنظيم أو تعمل على تجنيد المقاتلين وتسهيل تنقلهم لمعسكراته في عدد من المناطق بما فيها سوريا والعراق. وضاعف تنظيم «داعش» من تهديداته للمغرب بعد المساعدة الاستخباراتية التي قدمها المغرب لفرنسا وعدد من البلدان الأوربية بعد تفجيرات باريس الدامية التي أعلن التنظيم مسؤوليته عليها. ويأتي اعتقال وزارة الداخلية لمواطن بلجيكي، من أصل مغربي، على صلة بهجمات باريس في إطار حالة اليقظة والحذر الذي تعيشه الأجهزة الأمنية بعد التهديدات الأخيرة ل»داعش»، وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، نفذ عملية إيقاف جلال العطار الذي سبق أن سافر إلى سوريا، انطلاقا من بلجيكا، رفقة أحد انتحاريي سان دوني بباريس، وانضم في بادئ الأمر إلى جبهة النصرة، قبل أن يلتحق بتنظيم «داعش».» كما أوضحت الوزارة أن البحث «وقف على أن المشتبه فيه وطد علاقاته، إبان تواجده في الساحة السورية، مع قادة ميدانيين في صفوف «داعش»، ومن بينهم العقل المدبر للهجمات الإرهابية التي عرفتها العاصمة الفرنسية، والذين كانوا يتوعدون بتنفيذ عمليات إرهابية بكل من فرنساوبلجيكا. وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد نشر أخيرا تسجيلات يهدد فيها بلدان شمال إفريقيا بسبب تعاونها مع البلدان الأوربية وحملاتها الأمنية على عدد من المتعاطفين معه والمتشبعين بفكره.