استنفرت تهديدات أصدرها تنظيم «القاعدة في المغرب الإسلامي بخصوص «سبتة ومليلية» المحتلتين أجهزة الاستخبارات الإسبانية، فيما ذهبت مصادر أمنية إلى أن السلطات الإسبانية تأخذ تلك التهديدات على محمل الجد، وشددت من مراقبتها وتنسيقها مع الاستخبارات المغربية. وهدد تنظيم «القاعدة في المغرب الإسلامي»، في تسجيل له، بالاستيلاء على مدينتي «سبتة» ومليلية، وتحويلهما إلى إمارات إسلامية على غرار عدد من المناطق التي استولى عليها التنظيم في بلدان تعيش على وقع الحروب والفوضي. ونشر تنظيم «القاعدة في المغرب الإسلامي» تسجيلا هدد فيه باستهداف نابولي وروما ومدريد، بالتفجيرات والاستيلاء على جزيرتي سبتة ومليلية المتنازع عليهما بين إسبانيا والمغرب. وتخشى السلطات الإسبانية من عودة 130 إرهابيا يحملون الجنسية الإسبانية، الذين كانوا التحقوا بعدد من التنظيمات المتطرفة بعدد من مناطق وبؤر التوتر، وسبق للسلطات الإسبانية أن ألقت القبض على أكثر من 100 شخص خلال سنة 2015 بعد تورطهم في دعم الإرهاب أو انضمامهم إلى تنظيمات تصنفها السلطات الإسبانية على أنها إرهابية. وذهبت مصادر استخباراتية إلى أن السلطات الإسبانية أخذت التهديد الأخير على محمل الجد وعززت من إجراءاتها الأمنية الهادفة إلى منع تسلل متطرفين إلى المدينتين المحتلتين أو قيام متطرفين الحاملين لجنسيتها بأي هجوم على غرار ما وقع في كل من باريس وعدد من البلدان الأخرى. وتشن السلطات الإسبانية حملة على الذين تصنفهم الأجهزة بالمتطرفين، إذ سبق أن أصدرت محكمة إسبانية حكما بسجن متهم لدوره في تجنيده نساء لإرسالهن إلى مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة في سوريا، إذ ألقي القبض على المتهم بمليلية المحتلة وكان جنديا سابقا في الجيش الإسباني، حيث أوضحت الداخلية الإسبانية أن اعتقاله جزء من عملية جارية ضد من يقومون بتجنيد فتيات ما قبل سن المراهقة ومراهقين في إسبانيا. وضاعفت السلطات الإسبانية تعاونها الأمني والاستخباراتي مع المغرب من أجل الحد من ظاهرة تجنيد المقاتلين للالتحاق بمعسكرات تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا «داعش»، وهو الأمر الذي أثمر عددا من الاعتقالات وتفكيك عدد من خلايا التجنيد.