كشفت معطيات حصلت عليها «المساء» أن جلال عطار، المتهم في أحداث باريس، أوقفته فرقة خاصة من المكتب المركزي للأبحاث القضائية بمنزل والدته بمدينة المحمدية، بناء على مراقبة خضع لها منذ دخوله المغرب. وأكدت المعطيات ذاتها أن علاقة قرابة تربطه بمعتقلين يوجدون في سجني الزاكي والقنيطرة، جرى الاستماع إليهم مباشرة بعد أحداث باريس الإرهابية، وتم تداول اسمه كمقرب من العقل المدبر للهجمات عبد الحميد أباعوض، من أجل معرفة اتصالاته بعائلته بالمغرب. وأشارت المعطيات ذاتها إلى أن المتهم المذكور دخل المغرب هربا من أجهزة المخابرات الأوربية، التي وضعته على لائحة أبرز المطلوبين، بسبب علاقته الوطيدة بالعقل المدبر لهجمات باريس وبعض منفذيها، مضيفة أنه جرى توقيفه بعد أن استقر بمنزل والدته بمدينة المحمدية من طرف المصالح الأمنية المغربية، التي لم توقفه بعد دخوله التراب الوطني منذ مدة، لمعرفة ارتباطاته بالمغرب. وفي سياق متصل، أكدت وزارة الداخلية أن البحث الجاري مع المعني بالأمر أوضح أنه سافر إلى سوريا انطلاقا من بلجيكا رفقة أحد انتحاريي «سان دوني» بباريس، وانضم في بادئ الأمر إلى «جبهة النصرة» قبل أن يلتحق بتنظيم «داعش»، حيث استفاد من تداريب عسكرية في استعمال مختلف أنواع الأسلحة وحرب العصابات، ليتم تجنيده فيما بعد بإحدى جبهات القتال. كما أكد البحث، حسب المصدر ذاته، أن المشتبه فيه وطد علاقاته إبان وجوده بالساحة السورية مع قادة ميدانيين في صفوف «داعش»، من بينهم العقل المدبر للهجمات الإرهابية التي عرفتها العاصمة الفرنسية، والذين كانوا يتوعدون بتنفيذ عمليات إرهابية بكل من فرنساوبلجيكا. وقد غادر المعني بالأمر هذه البؤرة المتوترة باتجاه تركيا ثم ألمانياوبلجيكا، قبل أن يقرر الدخول إلى المملكة انطلاقا من هولندا. يذكر أن جلال عطار يبلغ من العمر 26 سنة، وتعتبره الأجهزة الأمنية الأوربية رفيق عبد الحميد اباعوض في سوريا، عندما كانا مقاتلين معا في صفوف تنظيم «داعش»، وأدين عطار في يوليوز الماضي بخمس سنوات سجنا، بسبب تورطه في تشكيل تنظيم إرهابي، من لدن محكمة بلجيكية، بمعية كل من عبد الحميد أباعوض، العقل المدبر لهجمات باريس، وشكيب أكروح الانتحاري الذي حددت هويته مؤخرا، لكن لم يتم القبض عليه هناك، بعد اختفائه عن الأنظار. وسافر عطار بمعيّة أكروح إلى سوريا.