ووري الثرى، أول أمس الخميس، جثمان اللاعب الطنجي السابق محمد بنمسعود، الذي وافته المنية بعد صراع طويل مع المرض، من جهة، وجراء حسرة وقوعه ضحية عملية «خيانة للأمانة»، بعدما عمدت لجنة كان يرأسها رئيس سابق لفريق اتحاد طنجة، إلى جمع أموال باسمه لمساعدته على تجاوز أزمته، دون أن ينال هو سنتيما واحدا منها. بنمسعود الذي توفي بمنزل أقربائه، مخلفا أسرة مكونة من زوجة وابنين، شيع إلى مثواه الأخير ببوخالف، في جنازة حضرها عدد كبير من اللاعبين القدامى وكذا مجموعة من الإداريين والإعلاميين والمهتمين بالشأن الرياضي بطنجة، وقد فارق الراحل الحياة قبل أن يفصل القضاء في الشكاية التي وضعها قبل 3 أشهر لدى مكتب وكيل الملك بابتدائية طنجة، والتي يتهم فيها المتلاعبين به ب»خيانة الأمانة». وعانى بنمسعود طويلا مضاعفات إصابته بمرض عضال، ما أنهك صحته وعقد وضعه المادي، ليقترح عليه الرئيس السابق لاتحاد طنجة، عادل الدفوف، إقامة حفل تكريمي له سيتسلم من خلاله مبلغا سيتم جمعه من المتعاطفين معه، حيث قام الدفوف بتشكيل لجنة من ستة أشخاص يرأسها هو نفسه، والتي قامت بتحصيل مبلغ قيمته 134 ألف درهم، وذلك سنة 2012. غير أن وعود رئيس اتحاد طنجة آنذاك، الذي كان يشغل أيضا منصب مستشار جماعي، ذهبت أدراج الرياح، فحسب شهادة الراحل، ظل الدفوف يماطله طويلا، زاعما أنه يوفر هذا المبلغ ليتمكن من اقتناء شقة له، وهو الأمر الذي لم يحصل أيضا، حيث توفي بنمسعود دون أن يحصل على أي درهم من تلك المساعدات. وللإشارة فإن بنمسعود كان لاعبا سابقا لفرق عريقة بمدينة البوغاز، مثل مغرب طنجة ونهضة طنجة، واشتهر بإشرافه على تأطير الفئات السنية الصغرى، كما كان معروفا بطيبوبته ودماثة أخلاقه، وكانت له، حسب مقربين منه، قدرة كبيرة على التعامل مع اللاعبين من مختلف الأعمار وتلقينهم دروس كرة القدم، حيث يعد من أبرز الوجوه التي مرت من ملعب مرشان.