سادت حالة من الاستنفار والقلق، مساء أول أمس، بين مسؤولي القيادة الجهوية للدرك الملكي بمدينة بنسليمان، بعد العثور على جثة دركي ببذلته الوظيفية مذبوحا من الوريد إلى الوريد على طريقة الجماعات المتطرفة، وساد تخوف من أن تكون للحادث علاقة بالإرهاب قبل أن تؤكد الأبحاث الأولية التي قامت بها سرية الدرك أن الحادث جنائي عادي، ارتكبه أحد الأشخاص الذي كانت تربطه علاقة صداقة وثيقة بالضحية. وأكدت معطيات حصلت عليها «المساء» أن المشتبه في ارتكابه للجريمة البشعة، التي هزت المدينة، تم توقيفه الليلة قبل الماضية بحي كاليفورنيا بالدارالبيضاء، حينما عاد إلى بيته بعد ارتكابه الجريمة وهو في حالة اضطراب نفسي أدخلته في حالة من الهستيريا. وأضافت المعطيات ذاتها أن المشتبه فيه، الذي يعمل صيدلانيا ويملك صيدلية بضواحي أزيلال، لم يبد أي مقاومة عند توقيفه من طرف العناصر الأمنية، التي من المقرر أن تكون قد سلمته إلى عناصر سرية بنسليمان، التي تتولى التحقيق في جريمة القتل البشعة. وأشارت المعطيات نفسها إلى أن شاهدا استمع إليه محققو الدرك الملكي، قدم معطيات حول السيارة التي كان بداخلها الضحية رفقة المشتبه فيه، بعد أن غادر عمله دون سلاح وظيفي، موضحة أنه تم الاهتداء إلى عنوان المشتبه فيه، الذي كانت تربطه علاقة صداقة مع الضحية، قبل أن يقرر ارتكاب جريمته من خلال ذبحه بالغابة المجاورة لمدينة بنسليمان وتركه جثة هامدة بزيه الوظيفي. وكشفت المعطيات ذاتها أن المشتبه فيه، الذي يعمل صيدلانيا، يتحدر من إقليم بنسليمان وغادره للإقامة بحي كاليفورنيا بمدينة الدارالبيضاء، لكنه كان يتردد عليه كثيرا من أجل زيارة أفراد عائلته وأصدقائه، الذين كان من بينهم الدركي الضحية، الذي يبلغ من العمر حوالي 37 سنة، مشيرة إلى أن المحققين يبحثون في الدوافع التي أدت إلى ارتكاب الجريمة بتلك الطريقة البشعة، خاصة أن الطرفين كانت تربطهما صداقة متينة رغم بعض الخلافات التي كانت تظهر بين الفينة والأخرى. ورجحت المعطيات نفسها أن تكون الحالة النفسية للمشتبه فيه والاضطرابات التي كان يعاني منها هي الدافع الرئيسي إلى ارتكابه الجريمة، وهو ما سيتم الكشف عنه خلال الأيام المقبلة، من خلال الأبحاث التي تجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة.