في موكب جنائزي مهيب، شيع جثمان ليلى العلوي، المصورة التي لقيت مصرعها في الهجوم الإرهابي الذي ضرب «واغادوغو»، بمقبرة الإمام السهيلي بمراكش، عصر أول أمس الأربعاء، بحضور عدد كبير من النساء والرجال، أغلبهم من أفراد أسرة الفقيدة وأقاربها وأصدقائها، إضافة إلى والي جهة مراكش أسفي، محمد مفكر، وعمر اضريس، المندوب الجهوي لوزارة الأوقاف، ومندوب الأوقاف والشؤون الإسلامية، وإريك جيرار، القنصل العام الفرنسي، وجاكي كادوش رئيس الطائفة اليهودية بجهة مراكش أسفي، ومسؤولين أمنيين، وممثل منظمة العفو الدولية بالمغرب، وصحافيين وفنانين وحقوقيين. وودّع أفراد الأسرة الراحلة ليلى العلوي، التي لفظت أنفاسها يوم الاثنين الماضي متأثرة بجروح أصيبت بها في الهجوم الإرهابي ب»بوركينافاسو»، إلى مثواها الأخير بمقبرة الإمام السهيلي، وسط بكاء أقاربها وحزنهم الشديد لفراقها، خصوصا من النساء اللواتي حضرن لرؤية أخيرة لجثمان الفقيدة، التي كانت تعتزم عقد قرانها خلال الأيام القليلة المقبلة. وقد حج عدد كبير من معارف ليلى العلوي إلى المقبرة مبكرا، بينما سار عدد منهم في الموكب الجنائزي، الذي تقدمه والي جهة مراكش أسفي، وعمر اضريس، المسؤول بوزارة الأوقاف، ورئيس مقاطعة النخيل، يوسف أيت رياض، إضافة إلى محمد السكتاوي، المدير العام لمنظمة العفو الدولية فرع المغرب، ورئيسة جمعية مناهضة الإرهاب ورئيسة الجمعية المغربية لضحايا الإرهاب سعاد البكدوري الخمال، وحسن فارسي، ممثل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وعدد من الشخصيات المعروفة في عالم الفن والسياسة. وقد ووري جثمان الفقيدة الثرى، بعد أقل من 24 ساعة من وصول جثمانها إلى مطار مراكش المنارة الدولي. وكانت ليلى العلوي، المصورة المعروفة في الأوساط المهنية بالمغرب وفرنسا ولبنان، قد أصيبت بالرصاص مساء يوم الجمعة الماضي، أثناء وجودها قرب رصيف مقهى «كابوتشينو» الذي هاجمه متطرفون في عملية مسلحة، ونقلت إلى مستشفى خاص، حيث تلقت العلاجات الأولية. وتشير الأخبار الواردة من مكان الحادث إلى أن المصورة كانت في إطار مهمة لمنظمة العفو الدولية، حيث كانت في سيارة رفقة سائقها الخاص يدعى «محمدي»، الذي لقي أيضا مصرعه في الحادث. إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أنها طلبت تحقيقا داخليا، لتحديد ظروف وفاة المصورة الفرنسية- المغربية ليلى العلوي في الهجوم الإرهابي الذي شهدته «واغادوغو»، بعدما أصيبت بجروح في الهجوم، جراء إصابتها بعيارات نارية. وخلال جوابه عن سؤال بخصوص المساعدة التي قدمتها فرنسا للمصورة ليلى العلوي، قال الناطق باسم الخارجية رومان نادال إنه « رغم العناية التي قدمت لها، تفاقم وضعها الصحي إلى حد كبير، فيما كان يجري ترتيب عملية نقلها إلى الخارج»، مؤكدا أن «فرق الأطباء والمعالجين النفسيين تواكب العائلة في هذه المأساة»، في وقت وجه فيه أقرباء المصورة انتقادات لبطء تحرك فرنسا. وفي بيان نشر صباح أمس، أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «علم بوفاة ليلى العلوي، وأنه يحيي ذكراها ويقدم تعازيه إلى العائلة»، ووقف النواب وأعضاء الحكومة الفرنسية دقيقة صمت في ذكرى كل ضحايا هجوم الإرهابي، الذي وقع في «واغادوغو»، وخلف 30 قتيلا.