في تطور لافت، كشفت مصادر حزبية أن شهر العسل بين امحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، ومحمد مبديع، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالوظيفة العمومية وتحديث الإدارة، انتهى، لتنتقل علاقة الطرفين إلى مرحلة المواجهة المفتوحة، بعد أشهر من التوحد في مواجهة الحركة التصحيحية بزعامة الوزير الأسبق سعيد أولباشا. وحسب مصادر «المساء»، فإن هذا التحول المفاجئ في علاقة الرجلين مرده انكشاف أمر تقديم الوزير الحركي، الذي يمني النفس بخلافة العنصر على رأس حزب الحركة، الدعم المادي واللوجستيكي لرفاق أولباشا بمناسبة بحثهم عن إسقاط العنصر، مشيرة إلى أن انكشاف ذلك الدعم أزعج الثلاثي الماسك حاليا بجميع الخيوط داخل الحزب ممثلا في الأمين العام وحليمة عسالي، المرأة الحديدية، وصهرها، محمد أوزين، الوزير المقال. ووفق مصادرنا، فإن ذلك الانزعاج ترجم على أرض الواقع من خلال إعلان الحرب على رئيس المجلس البلدي لمدينة الفقيه بنصالح، بإبعاده عن لقاءاتهم المصغرة لاتخاذ القرارات المهمة، مشيرة إلى أن هذا الإبعاد أثار حفيظة مبديع الذي شرع في إعداد العدة للانقلاب على الثلاثي، بعقده مجموعة من اللقاءات السرية مع مجموعة من البرلمانيين ورؤساء الجماعات المحلية. واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن رد الوزير مبديع لم يقتصر على لقاءاته السرية، بل عمل في الوقت نفسه على استمالة الخلية الإعلامية للحركة التصحيحية التي أبانت في وقت سابق عن تفوقها إعلاميا على مناصري العنصر. إلى ذلك، كشفت المصادر أن حدة الصراع الخفي بين مبديع والثلاثي المتحكم في دواليب الحركة ظهر من خلال رد فعل العنصر وتحركاته، حيث سارع إلى عقد لقاء موسع مع رؤساء الجماعات الترابية الحركيين، يوم السبت 09 يناير الجاري، بالمركب الدولي للطفولة والشباب ببوزنيقة، في سعي منه لمحاصرة منافس جديد لا يخفي طموحه في تزعم حزب المحجوبي أحرضان، مشيرة إلى أن هناك مؤشرات تنذر بحرب طاحنة جديدة داخل حزب «الزايغ» قد يخلق فيها طرف ثالث، لم يكشف بعد عن وجهه، المفاجأة ويحسم السباق نحو خلافة العنصر لصالحه. وفي الوقت الذي تعذر الحصول على تعقيب من كل من العنصر ومبديع، صباح أمس، أوضحت المصادر التي تحدثت للجريدة أن تحركات العنصر لمواجهة مخططات مبديع لم تقتصر على ما سبق، وإنما استعان بالأمازيغيين داخل حزبه لمواجهة تيار «العروبيين» بقيادة وزير الوظيفة العمومية، من خلال التعجيل بعقد الجامعة الشعبية، أول أمس السبت بمعهد مولاي رشيد بالمعمورة بسلا.