استمعت عناصر الشرطة القضائية بالأمن الإقليمي ببرشيد، مساء السبت الماضي، إلى ممرضة بمكتب حفظ الصحة ببلدية برشيد، وكذا إلى طبيب متقاعد متعاقد مع المصلحة المذكورة وسائق سيارة إسعاف بخصوص قضية هزت الرأي العام بعاصمة أولاد احريز، والمتعلقة بالإعلان عن وفاة سيدة خمسينية ونقلها صوب مقبرة بضواحي برشيد لدفنها قبل أن تكتشف عائلتها أنها لاتزال على قيد الحياة، وأن الأمر كان يتعلق بغيبوبة مؤقتة، خاصة وأن المعنية بالأمر مصابة بداء السكري وكانت تفاجئها الغيبوبة بين الفينة والأخرى. ووفق مصادر «المساء»، فإن السيدة الخمسينية التي تقطن بحي الهدى ببرشيد، والتي جنبتها استفاقتها من غيبوبتها في الدقائق الأخيرة من موت محقق، كانت تعاني من مرض مزمن في الرأس، ومن مرض السكري وكانت دائمة التردد على مستشفيات ومصحات بمدينة الدارالبيضاء، قبل أن يشعر أحد الأطباء عائلة السيدة بالإبقاء عليها في منزلها بعدما تدهورت حالتها الصحية في انتظار أن تسلم النفس لبارئها. وأضافت المصادر ذاتها، أن السيدة ذاتها دخلت، يوم السبت الماضي، في غيبوبة، جعلت أقربائها يعتقدون أنها توفيت، فربطوا الاتصال بالمكتب الصحي ببلدية برشيد الذي حضرت منه ممرضة، وبعد معاينتها لحالة السيدة المعنية واستشارتها هاتفيا بالطبيب المتعاقد مع المصلحة والذي كان يوجد حينها خارج المدينة، تم إعلان الوفاة، ليتولى سائق سيارة الإسعاف التابعة للبلدية نقل السيدة إلى مقبرة بضواحي برشيد بعد قيام عائلتها بالإجراءات الشرعية من غسل وتكفين، وعند وصول الموكب الجنائزي للمقبرة، تضيف المصادر ذاتها، وقبل انتهاء الصلاة (صلاة الجنازة)على المعنية بالأمر انتبه الإمام إلى أن السيدة تتحرك تحت الكفن مما جعله يشعر المصلين على الجنازة بالأمر، وبعد معاينتها تم اكتشاف أنها ما زالت حية ترزق، ليتم نقلها على وجه الاستعجال صوب المستشفى المحلي الرازي ببرشيد الذي وجهها إلى المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بسطات والذي وضعت فيه بعد معاينتها من طرف الطاقم الطبي المداوم، في انتظار تحسن وضعها الصحي. هذه النازلة التي حركت الرأي العام ببرشيد، عرت واقع مكتب حفظ الصحة بالمدينة، الذي يعاني من غياب طبيب مداوم خلال أيام نهاية الأسبوع والعطل، رغم توفر المكتب المذكور على طبيبين، طبيبة تقطن بمدينة الدارالبيضاء، إلى جانب طبيب متقاعد تم التعاقد معه من طرف المجلس البلدي لسد الخصاص الحاصل في المصلحة، لكن هذا الأخير غالبا ما يكون خارج التغطية بفعل انشغاله بمهمته كطبيب للفريق المحلي وتنقلاته معه، مما يجعل معاينة أموات المسلمين بالمدينة في أيدي الممرضة التي يتجاوز الأمر صلاحياتها واختصاصاتها.