عمد شخص مجهول ليلة الاثنين المنصرم إلى استدراج طفل من أمام منزله بحي الحسنية إلى داخل الحديقة المنسية، حيث عمد إلى هتك عرضه بالقوة وتشويه دبره، تاركا الطفل ساقطا على الأرض غارقا في دمائه وآلامه. مرت الدقائق والساعات قبل أن يسترجع الطفل أنفاسه ويستجمع ما تبقى من قواه، ليزحف إلى بيت الأسرة الفقيرة، حيث حاول إخفاء الواقعة. نظف المهدي نفسه من الدماء والأوساخ والتعفنات التي لحقت به، وكفكف دموعه، قبل أن يلقي بنفسه في ركن منعزل بوجه عبوس وعيون شاحبة، تعيد شريط الجحيم الذي تعرض له. كان المهدي يشعر بآلام كبيرة استحال معها النوم أو الاسترخاء أو الوقوف أو الجلوس. أنين بين الفينة والأخرى وحركات غريبة يقوم بها تؤكد أنه غير سليم صحيا، وهو ما أثار انتباه أمه، التي اقتربت منه محاولة استفساره عن حاله. لكن الطفل الضحية ظل يراوغ في ردوده قبل أن ينفجر باكيا بما تبقى له من دموع، ويفصح لأمه حقيقة ما تعرض له. كشفت الأم عن حالة ابنها لتجد جروحا وتمزقات كادت أن تصيبها بالإغماء، صرخت الأم فهرع إليها الأب الذي يعمل بناء و عاد لتوه من عمله اليومي الشاق، ليجد أن ابنه هتك عرضه. احتضنت الأم طفلها محاولة التهدئة من روعه، واستعملت ما بدا لها من إسعافات أولية، قبل أن تمدده في فراشها وتنام إلى جانبه مفتوحة العينين في انتظار صباح تمنت لو لم تشرق شمسه. عم الهلع والضوضاء، زوال الثلاثاء المنصرم، داخل قسم مستعجلات مستشفى مولاي عبد الله بعد أن دخلت أم المهدي تحمل بين ذراعيها طفلها الذي تعرض للاغتصاب بوحشية من طرف مجهول داخل نفس الحديقة المتعفنة. وأصيب أطباء وممرضون بالغثيان، بعد الكشف عن حالة الطفل المهدي الذي هتك مجهول عرضه. وقال الدكتور حسن البوزيدي إن ما تعرض له الطفل المهدي جريمة شنعاء، وإن حالته جد خطيرة قد تقضي على حياته نهائيا، مشيرا إلى فظاعة التمزقات التي قد لا تنفع معها العمليات الجراحية والرعاية الطبية. وأضاف أنه احتار رفقة الطاقم الطبي الذي عاين جروح الطفل البليغة في كيفية التعامل معها، وأنه لم يحرر بعد مدة العجز التي تتطلبها حالة الطفل والتي عاد ووصفها بالمستديمة. وأوضح البوزيدي الذي أبلغ الشرطة القضائية ووكيل الملك لدى ابتدائية المحمدية بموضوع الطفل الضحية، أن الحالة النفسية للطفل جد متدهورة. وتأتي عملية اغتصاب الطفل المهدي بعد حوالي شهر من فاجعة أسرة الطفل يوسف (12 سنة) الذي اغتصب أمام أنظار شقيقه عمر(11 سنة) داخل أنبوب للمياه المستعملة ملقى بنفس الحديقة المهملة بحي المصباحيات، والذي لازال مغتصبه قيد الاعتقال ينتظر قرار محكمة الاستئناف بالبيضاء التي حددت جلسة 26 يناير المقبل للنظر في ملفه.