كشف شقيقان من أسرة فقيرة بحي الحسنية بعالية المحمدية، الجمعة المنصرم، عن عملية اغتصاب وحشية نفذها شخص مجهول مر بقرب منزلهما على متن عربة مجرورة بحمار، حيث استدرجهما بدعوى مساعدته في حمل بعض المتلاشيات إلى أنبوب مهجور (قناة للصرف الصحي) داخل حديقة منسية بحي المصباحيات، وعمد إلى هتك عرض الشقيق الأكبر تحت التهديد بالسلاح الأبيض وأمام أنظار الشقيق الأصغر الذي بكى وتوسل من أجل إقناع «الذئب البشري» بعدم اغتصابه. الجاني، وحسب الكشف الطبي، اغتصب الطفل بوحشية كبيرة وخلف جروحا بليغة في مؤخرته، جعلته يعاني ألما حادا ويجد صعوبة في قضاء حاجته. الطفل المغتصب لازال يرقد بمستشفى مولاي عبد الله متأثرا بجروحه البليغة، فيما يقضي شقيقه الأصغر نهاره يعاني آلام العزلة والاضطرابات النفسية، وتنهش عقله الكوابيس الليلية التي تستعرض الحادث الأليم وتجعله يعيشه كل ليلة. وقال الدكتور بوزيد، رئيس خلية ضحايا العنف ضد النساء والأطفال بالمستشفى، إن سيدة أتت إلى المستشفى يوم الثلاثاء 13 نونبر االجاري ومعها ابنها الذي قالت إنه تعرض، قبل ثلاثة أيام، للاغتصاب من طرف شخص له عربة مجرورة بواسطة حمار، وإنه بعد فحص الطفل، البالغ من العمر 12 سنة، تبين أنه تعرض لعملية هتك عرض من الدرجة الأولى، مما جعله يعاني من جروح وآلام حادة، فتم إبلاغ وكيل الملك لدى ابتدائية المحمدية واستدعاء الأمن الوطني. وأضاف، في تصريح ل»لمساء»، أن الطفل، الذي منحت له شهادة طبية مدتها 80 يوما، لازال يرقد بالمستشفى حيث يتابع علاجه، وأنه من المحتمل أن يخضع لعملية جراحية. وفي تصريحها ل«لمساء»، أكدت والدة الضحية أن ابنها تعرض لاغتصاب وحشي من طرف مجهول، وأنه أكد تذكره لأوصاف مغتصبه بدقة. وأضافت أن طفليها يوسف الضحية (12 سنة) وعمر المريض (11 سنة) اللذين يتابعان دراستهما بمدرسة مولاي عبد الله بالحسنية، كانا يمرحان مساء السبت 10 نونبر الجاري خارج المنزل، حين اقترب منهما شخص مجهول من الذين يمتهنون البحث في القمامة وحاويات الأزبال (الميخالة)، وطلب منهما مساعدته على جر العربة المحملة بالمتلاشيات، وتمكن بذلك من خداعهما واستدراجهما إلى أنبوب واسع (قادوس) يستعمله الجاني كمخبأ للاختلاء بضحاياه أو الاسترخاء داخله بحديقة مهجورة بحي المصباحيات، وما إن اقترب من الأنبوب حتى أشهر سكينه في وجهيهما، وأرغمهما على دخوله. وتابعت السيدة الحزينة، التي كانت تحمل طفلا ثالثا، لا زال رضيعا، بين ذراعيها: هتك عرض ابني الكبير، وأراد أن يغتصب ابني الصغير الذي توسل إليه وبكى وقال له إن أمي لو علمت ما ستصنعه بنا لماتت فهي مريضة بداء السكري، ليقرر المجهول العدول عن اغتصابه. وعن سبب عدم إحالة ابنها المتضرر على المستشفى مباشرة بعد عودته من واقعة الاغتصاب، أكدت أمه أنها لم تكن تعلم بما حدث، وأن طفليها وخوفا على صحتها لم يبادرا إلى إبلاغها إلا بعد أن اشتد الألم بالطفل المغتصب وتعذر عليه النوم أو قضاء حاجته، مما جعلها تهرع إلى قسم المستعجلات بالمستشفى المحلي لفحص ابنها وإخضاعه للعلاج. وتطرقت أم الطفلين لما يعانيه طفلاها يوسف وعمر من اضطرابات نفسية من جراء الحادث، مشيرة إلى أن عمر، الذي عاين واقعة اغتصاب شقيقه، أصبح منعزلا وكئيبا، كما أصبح تحت رحمة الكوابيس والأرق، مما قلل من ساعات نومه وزاد من آلامه.في حين أن يوسف، الذي كان لا يزال إلى حدود أمس الأحد يرقد بالمستشفى في انتظار شفائه، بات كلما زاره قريب أو حبيب يغطي وجهه باللحاف خوفا من نظراته، أو من استفساراته عن الحادث المؤلم الذي راح ضحيته.