لم تصمد المستشارة الجماعية بجماعة المشور بالدار البيضاء، خديجة لكياس، أمام الهجوم اللفظي الذي هاجمها به باشا المشور، وانهارت مغمى عليها، عقب اجتماع الدورة الاستثنائية للجماعة نهاية الشهر الماضي، بعدما طالبت بنقطة نظام أثناء مناقشة مختلف نقاط الدورة ومنها بنود ميزانية السنة الحالية التي لم تتم المصادقة عليها في دورة أكتوبر. وأشارت المستشارة لكياس، في تصريح ل«المساء»، إلى أنها فوجئت بباشا المدينة يخاطبها بكلام نابٍ لا يليق بمسؤول ينص القانون على أنه هو المخول للحفاظ على السير الطبيعي للمجلس الجماعي، مضيفة أنها وقفت مندهشة عندما نهض الباشا من مقعده وخاطبها قائلا «بحالك خاصهم يكلسو في دارهم يربيو ولادهم»، عندما كانت بصدد الإشارة إلى تهميش تدخلات مستشاري المعارضة، قبل أن تسقط مغمى عليها بعد إصابتها بانهيار عصبي، وهو ما خلف حالة هلع في صفوف باقي المستشارين والمسؤولين المحليين خاصة بعد علمهم بأن المغمى عليها سبق لها إجراء عمليتين جراحيتين في العمود الفقري. ومن المتوقع أن تكون المستشارة لكياس قد قدمت شكاية إلى وكيل الملك بالدار البيضاء معززة بشهادة طبية تحدد نسبة العجز لديها في 20 يوما، بعدما وجهت رسالة في الموضوع إلى والي ولاية البيضاء، في الوقت الذي بادر فيه عدد من المسؤولين المحليين، الذين يدورون في فلك الباشا، تصف المشتكية، إلى إرسال أشخاص إليها بقصد إجراء عملية صلح، وهو ما ترفضه لكياس التي تريد إنصافها من طرف العدالة، ورد الاعتبار إليها بعد حادث الإغماء الذي نقلت على إثره إلى قسم المستعجلات، وتمكن أحد الحاضرين من توثيقه بالفيديو ونشره في الموقع الإليكتروني المشهور «يوتوب». ولم يتسن ل«المساء»ربط الاتصال بجماعة المشور بالدار البيضاء لمعرفة مزيد من التفاصيل عن الحادث، وظل الهاتف يرن طيلة صباح يوم أمس دون رد. وعبرت فعاليات نسائية من جمعيات مختلفة عن تضامنها مع المستشارة معبرة عن رفضها ل«الاستفزازات» التي تعرضت لها المستشارة عن حزب التجمع الوطني للأحرار، خديجة لكياس، ومؤكدة في تصريحات متطابقة ل«المساء»، أنه في الوقت الذي ما فتئت فيه السلطات العليا بالبلاد تنادي بدعم المشاركة والتمثيلية النسائية في المجالس المحلية وفي مختلف الهيئات السياسية والرسمية، نجد جهات مسؤولة «تضرب يعرض الحائط بكل الخطابات الرسمية».