لم تدم فرحة أحمد وكوثر سوى 48 ساعة وهي الفترة التي عاشاها تحت عش الزوجية قبل أن يعثر عليهما جثتين هامدتين وهما على فراش النوم في شقتهما بشارع النسيم بحي أولاد ابراهيم بالناظور، مساء أول أمس الاثنين. وتحولت زيارات كانت مقررة لتقديم التهاني للعائلة، إلى زيارات لتبادل التعازي بين عائلتي العريسين. فيما وجهت أصابع الاتهام في ارتكاب هذه الجريمة إلى جهاز تدفئة وضعه الزوجان في غرفة النوم، فتسربت منه كميات كبيرة من الغاز أدت إلى اختناقهما. وعثر المحققون على هذا الجهاز وهو في حالة «عمل»، فيما أصيب بعض مقتحمي الشقة في أول وهلة بدوار شديد نتيجة الغاز الذي يملأ المكان. وتتحدر كوثر ذات ال20 سنة من بلدة العروي بضواحي المدينة، بينما يتحدر أحمد الذي يبلغ من العمر 34 سنة من بلدة سلوان. وكانت هذه الشقة هي ذاتها التي احتضنت حفل زفافهما مساء يوم السبت الماضي، واستدعي لحضور الحفل عدد من الأهل والأقارب، سرعان ما عادوا إليها مساء أول أمس الاثنين وهم في حالة صدمة بسبب خبر وفاة العريسين. وظل أحد أفراد العائلة يحاول ربط الاتصال بالعريس لساعات طويلة دون جدوى، مما دفعه إلى اقتحام المنزل عبر سطح منزل مجاور، قبل أن يعمد إلى تكسير باب غرفة نوم قريبه، ويكتشف واقعة الوفاة. وتعد هذه الجريمة من أولى الجرائم التي تتهم فيها أجهزة التدفئة ذات المنشأ الصيني، لتنضاف بذلك إلى سخانات الماء القادمة من نفس البلاد والتي أجهزت على عدد من الأرواح في مختلف مناطق المغرب، كان آخرها مجزرة عائلية اتهمت بارتكابها في أحد الأحياء الشعبية بفاس وخلفت 4 ضحايا من أسرة واحدة، هم أم ورضيعتها وأخت زوجها وجدة الزوج.