تشهد طنجة، منذ أسابيع، موجة غير مسبوقة من عمليات السرقة باستخدام العنف، والتي تطورت في أحيان عدة إلى الاعتداء على الضحايا بالأسلحة البيضاء، وهي الجرائم التي عجز أمن طنجة عن حل معظمها. وأضحى السكان يخافون من الخروج ليلا بفعل استفحال عصابات «الكريساج» التي غزت معظم أحياء المدينة واستوطنت أيضا وسط المدينة، وتطور الأمر إلى حدوث سرقات في وضح النهار رصدت «المساء» مجموعة من حالاتها. ومن بين جرائم «الكريساج» الأكثر بشاعة، تلك التي كان حي مسنانة مسرحا لها، والتي ذهب ضحيتها شاب يعمل نادلا، والذي كان عائدا إلى منزله في حوالي الساعة الثانية صباحا، ليفاجأ بشخص يقطن في الحي نفسه، قام بمهاجمته وطعنه طعنة خطيرة في وجهه من أجل سرقة هاتفه النقال. الضحية الذي حصل على شهادة طبية حددت العجز في 30 يوما، والذي قدم شكاية إلى المصالح الأمنية، استطاع تحديد هوية المشتبه به وأخبر الشرطة بعنوانه، لكن الغريب، حسب قوله، أن المجرم لا يزال حرا طليقا يتجول في الحي نفسه بكل حرية. وقبل أيام من هذه الحادثة تعرض شاب يعمل محاميا لهجوم عنيف من طرف شخصين كانا يستقلان دراجة نارية، وذلك بشارع محمد الخامس في الساعة السادسة والنصف مساء، وهي الفترة التي يكون فيها الشارع غاصا بالناس. وحسب شهادة الضحية، فإنه أخرج هاتفه للتحقق من مكالمة واردة، ليهجم عليه أحد اللصين ويضربه بقوة متمكنا من الحصول على هاتفه، قبل أن يلوذ بالفرار على متن دراجة صديقه، كل ذلك تم دون أي تدخل من عناصر الأمن، رغم أن مكان الحادث قريب من ولاية أمن طنجة. وبعدها بيومين تعرضت صحفية فلسطينية مقيمة بطنجة لحادث مشابه في واضحة النهار ووسط ساحة الأمم المجاورة لمحكمة الاستئناف والقريبة من ولاية الأمن، حيث ضربها لص على وجهها وانتزع منها هاتفها النقال بالقوة ثم ولى هاربا. وحسب شهادة الضحية، فإن مصالح الأمن عجزت عن الوصول للجاني، بل الأغرب هو أن الأمنيين طلبوا منها هي المساهمة في البحث عن الجاني من خلال طرق أبواب الفضاءات الخدماتية والمكاتب المستقرة بمكان الحادث، لتعرف ما إن كانت كاميراتها قد رصدت الجاني. وقبل يومين، وفي عملية تكشف درجة تحدي اللصوص لعناصر الأمن، استغل لص حديث شخص مع شرطي ليقوم بسرقته، حيث أوقف الضحية سيارته وترجل منها استجابة لأمر شرطي مرور، ليمر لص من أمامها ويسرق منها وثائق رسمية وبطائق بنكية وهاتفا نقالا، دون أن يتمكن الشرطي من منعه، وذلك بمنطقة رأس المصلى عصرا. وكان شريط فيديو قد صدم الرأي العام بطنجة قبل أيام، حين أظهر 3 أشخاص حاملين سيوفا وهم يسرقون بالقوة شابا من طنجة وقريبته التي جاءت إلى المدينة لزيارة عائلتها وكانت بصدد التوجه للمحطة الطرقية، حيث هاجمهما اللصوص بقسوة واستولوا على ما بحوزتهما، وقد مكنت كاميرا المراقبة المثبتة بأحد المحلات عناصر الدائرة الأمنية الثامنة من الوصول إليهم.