لم يستطع موظفو السجن المركزي مول البركي بآسفي، مغادرة مقر المؤسسة السجنية بعد انصرام وقت الدوام الرسمي، يوم الجمعة الفائت، حيث أعلنت حالة طوارئ قصوى، بعد اكتشاف حالة انتحار نفذها سجين محكوم عليه ب 30 سنة سجنا نافذا بتهمة القتل العمد. وبحسب مصادر مطلعة، فإن السجين نصب مشنقة داخل زنزانة التأديب «الكاشو» بحي (د) 5 وقد أشعرت فور انتحاره، النيابة العامة وكذا المديرية الجهوية بمراكش وظل الموظفون مرابطين بمقرات عملهم مخافة حدوث محاولات انتحار أخرى . السجين المنتحر تضيف نفس المصادر، كان قد احتج على المعاملة القاسية التي تعرض لها، قبل إيداعه زنزانة التأديب، حيث أشرف مجموعة من الموظفين على عملية تأديبه ، بحيث جرد من أغراضه ورمي به داخل زنزانة التأديب . وأضافت المصادر ذاتها، أن واقعة الانتحار تأتي على بعد أسبوع من محاولة انتحار قام بها سجين محكوم بالإعدام (ش م) احتجاجا على حرمانه من التعويض المادي الذي تصرفه المندوبية العامة للمحكومين بالإعدام «البيكور» كما أن عملية الانتحار المسجلة يوم الجمعة، تأتي أياما بعد محاولة انتحار ثانية نفذها سجين ابتلع بنفس السجن شفرات حلاقة وقطع حديدية، وقد عجز الطاقم الطبي بمستشفى محمد الخامس الإقليمي على استخراج تلك الأدوات الحادة وتم توجيهه إلى المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش. والغريب في الأمر بحسب نفس المصادر، هو أن إدارة سجن مول البركي عمدت إلى ترحيل السجين رفقة ملفه الطبي والجنائي وتم تسليمه إلى مركز الضبط القضائي بسجن بولمهارز بمراكش، دون الإبلاغ على أنه حاول الانتحار أو ابتلع أدوات حديدية، وحدها يقظة موظفي سجن بولمهارز من مكنت من انقاد حياة السجين حيث نقل إلى مستشفى ابن طفيل وتم اتخاذ مختلف الإجراءات الاستشفائية لإفراغ معدته.