لم تكن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها مدير الاستخبارات الفرنسية، بشأن الخريطة الجديدة للشرق الأوسط، بالمفاجئة. لقد سبق أن قالت وزيرة الخارجية الأمريكية «كونزاليسا راي س» بعد سقوط بغداد، واغتيال صدام حسين، إن ثمة خريطة جديدة تتشكل في كل من العراق وكل الشرق الأوسط. «برنار باجوليه» الذي قال: «إن دولتي العراقوسوريا لن تستعيدا حدودهما السابقة أبدا»، ثم أضاف، في مؤتمر نظمته جامعة جورج واشنطن» إن»الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى وأشك بأن يعود مجددا..فسوريا مقسمة على الأرض، النظام لا يسيطر إلا على جزء صغير من البلد، وهي ثلث البلد الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، والشمال يسيطر عليه الكرد، ولدينا هذه المنطقة في الوسط التي يسيطر عليها داعش»، كان يلتقي في نظرته لمستقبل الشرق الأوسط مع ما قاله مدير الاستخبارات الأمريكية «جون برينان»، وهو يؤكد على أنه حينما «ينظر إلى الدمار في سوريا وليبيا والعراق واليمن، يصعب علي أن أتخيل وجود حكومة مركزية في هذه الدول قادرة على ممارسة سيطرة أو سلطة على هذه الحدود التي رسمت بعد الحرب العالمية الثانية»، مؤكدا على أن «الحل العسكري مستحيل في أي من هذه الدول». وقبل هؤلاء، كان عدد من السياسيين والعسكريين والباحثين قد طرحوا نفس السؤال المركزي، أي مستقبل للشرق الأوسط بعد سقوط العراق أولا، وما تعيشه سوريا واليمن الآن، وقبل ذلك ما تعيشه القضية الفلسطينية من حصار مادي وأدبي. وزادت حدة السؤال يوم اندلعت ما اصطلح عليها بثورات الربيع العربي. أي مستقبل، إذن، هذا الذي ينتظر منطقة انهارت فيها سوريا، وانقسم فيها العراق واليمن، وتفتت ليبيا، وتعاني فيها مصر والسودان ودول الخليج من تحديات جمة أمنيا واقتصاديا وسياسيا؟ وأي مستقبل ينتظر دولا، يلعب ومازال، النفط فيها المحدد الرئيسي لأسس وقواعد اللعبة السياسية في ظل انفجارات سكانية، وتزايد في معدلات البطالة، وتراجع في معدلات الصحة وجودة التعليم، حسب التقارير الدولية؟ سيناريو الخريطة الجديدة الكثير من الدارسين لتاريخ الشرق الأوسط، يرون أن ثمة ثلاثة سيناريوهات يمكن أن تنتهي إليها هذه المنطقة. وهي سيناريوهات يختلط فيها السياسي بالديني. أولها هو المتعلق بشرق أوسط ذي توجه إسلامي سني، حيث يمكن أن تتحكم قوى الإسلام السياسي في خيوط اللعبة من خلال ثورات قد تنتهي، بإسقاط بعض الملكيات والجمهوريات لتؤسس لدول جديدة قد تجمعها فيدرالية إسلامية لاستعادة نموذج دولة الخلافة. أما كيف يمكن لهذا السيناريو أن يتحقق، فجل الدراسات تذهب إلى أن ذلك لن يحدث إلا بانقلابات دموية لإبعاد القوى السياسية الحالية، والتي ساهمت في استبعاد وتهميش قوى الإسلام السياسي في بعض هذه الدول. يراهن أصحاب هذا الطرح على أن تستفيد دول المنطقة من نجاح نموذج إسلامي في دولة من دول المنطقة لكي تسير على نهجه وتستفيد من نقط قوته. والرهان كان بدرجة أكبر على دولة مثل مصر، التي جربت حكم الإسلاميين مع الرئيس المنتخب مرسي، قبل أن يتم الانقلاب عليه. إضافة إلى إمكانية نجاح نموذج «داعش» في التصدي للضربات العسكرية الموجهة إليها، وذلك لكي تثبت أقدامها، وتنتصر في الأراضي السورية والعراقية. غير أن هذا « النجاح» لن يكتب له النور إلا بتهميش للقوى الشيعية في هاتين الدولتين، والضغط على باقي التخوم الشيعية في الخليج العربي ولبنان. زد على ذلك، أن تنجح هذه القوى الإسلامية السنية في معظمها في التنسيق فيما بينها، والإبقاء على التعاون وعدم الوقوع في فخ الصراعات البينية والداخلية. ويبقى الدعم الخارجي والإقليمي شرطا أساسيا لنجاح هذا النموذج لبناء شرق أوسط «إسلامي». المعلقون على هذا السيناريو يرون أن ذلك صعب التحقق بالنظر إلى صعوبة تحقيق الإسلاميين نصرا في بلدانهم، والنموذج الذي عشناه مع مصر خير مثال. زد على ذلك، أن خبرة إيران في المنطقة لن تسهل المهمة باعتبارها لاعبا أساسيا ورقما مركزيا في المعادلة. ثم الخوف على أمن إسرائيل الذي سيجعل ذلك الدعم الخارجي، الذي تتم المراهنة عليه، مجرد سراب. كما أن قيام هذا النموذج قد يشكل حاجزا أمام نجاحه. فالخلاف بين القوى الإسلامية، سواء على من يقود التحالف، ومن يكون الخليفة، وكيف يجب تطبيق الشريعة، لا بد أن ينتهي إلى صراع، ناهيك عن ما يمكن أن يترك هذا النموذج خلفه من تغييب للديمقراطية. ثاني السيناريوهات المتعلقة بالخريطة الجديدة للشرق الأوسط، هو أن يبنى شرق أوسط ديمقراطي. شرق أوسط تستطيع فيه القوى الثورية من كل الأقطاب أن تقود الشعوب إلى ثورة حقيقية لإسقاط الأنظمة الحالية في المنطقة من أجل بناء أنظمة ديمقراطية جديدة على أسس دستورية وقانونية تؤمن بسيادة منطق المواطنة والمدنية، في أفق أن تتحول دول المنطقة إلى نماذج ناجحة من الديمقراطيات التمثيلية النيابية أو التوافقية. غير أن نجاح هذا السيناريو رهين بجملة من الإجراءات، لعل أولها هو أن يستعيد الثوار في دول المنطقة حماسهم مثلما حدث في 2011 حينما تفجر الربيع العربي، إضافة إلى ضرورة أن تحظى هذه الثورات بدعم دولي وإقليمي. ثم البحث عن بدائل سياسية واقتصادية لإقناع القوى الحالمة بالتغيير، على الرغم من أن هذا الحلم لا يزال صعب التحقق، بالنظر إلى أن بعض دول المنطقة لا تزال تحتمي بسلطة البترول للإبقاء على نفس الأوضاع المحافظة، ودعم القوى التقليدية، لذلك يبدو هذا السيناريو هو الآخر صعب التحقق على الأقل في الوقت الراهن. ويبقى ثالث السيناريوهات التي يرسمها الباحثون للمنطقة، وهو ما يصطلح عليه بالشرق الأوسط الطائفي، هو الأقرب إلى رسم الخريطة المستقبلية للمنطقة. سيناريو سيبنى على الانقسامات والتفتت. وستكون بذلك النتيجة الطبيعية لكل المؤشرات الحالية في المنطقة، ففي هذا السيناريو ستستمر دول الشرق الأوسط في التفتت بين محورين أحدهما سني، تقوده المملكة السعودية وتركيا بدعم من مصر ودول الخليج، في مواجهة معسكر شيعي تقوده إيران، بمساعدة حلفائها التقليديين في لبنانوسورياوالعراق واليمن. الدارسون لتاريخ المنطقة ولما تعيشه اليوم من أحداث فيها الديني والسياسي، ولو بأدوات اقتصادية يحركها البترول، لا يستبعدون أن يشهد الشرق الأوسط حروبا نظامية، وليس مجرد ضربات يتم شنها هنا أو هناك، على الرغم من أن نجاح الغرب وأمريكا على الخصوص، في إبرام اتفاقها مع إيران بشأن مشروعها النووي، هو الذي قد يؤجل هذه الحرب النظامية، وإن كان لن يلغيها على الأقل في المستقبل القريب. إنه السيناريو الأوفر حظا مقارنة مع بقية السيناريوهات، وذلك بسبب التنافس الأمريكي الروسي الصيني الأوروبي، على جذب مزيد من الحلفاء في المنطقة، وهو السيناريو الذي ستستفيد منه مجموعة من الأطراف، هي القوى الإقليمية المحافظة التقليدية في الخليج العربي، والفاعلون الإقليميون من غير الدول، وخاصة الحركات الإرهابية والمتشددة، وجنرالات الجيوش والأمن الداخلي. أما المستفيد الأكبر من هذه التناقضات، فهي بالضرورة إسرائيل. ما الحل إذن؟ حينما نتأمل اليوم ما يحدث في الشرق الأوسط، وما يردده الخبراء ورجال الاستخبارات من كون خريطة المنطقة لا بد أن تتغير في المستقبل القريب، نطرح السؤال هل من حل لوقف النزيف؟ العارفون بسياسات الدول يجزمون على أن ذلك يتطلب حدوث تغيرات جوهرية وغير تقليدية في المشهد، كأن تبادر نظم المنطقة إلى اتخاذ خطوات حقيقة إصلاحية تدفع تدريجيا بالديمقراطية النيابية، على الأقل، متبوعة بإصلاحات دستورية ومؤسسية، أو أن تتمكن القوى الداعمة للديمقراطية من إحداث تغيرات غير متوقعة ومفاجئة تجبر جميع أطراف المعادلة على التغيير، أو أن تقوم انتفاضة جديدة في الأراضي الفلسطينية تغير معها المعادلة الطائفية، وتعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة مرة أخرى لتغير تحالفات المنطقة، أو أن تحدث انهيارات مفاجئة في الخليج العربي تحد من تأثيرات النفط السياسية، أو أن تقوم ثورة إيرانية علمانية إصلاحية في المنطقة، هي مجرد احتمالات مفتوحة ولكنها تحتاج إلى قوى غير تقليدية. ما مصير سوريا اليوم؟ قد يكون انفجار سوريا في منطقة الشام وميلاد «داعش» على أنقاض هذا الانفجار الذي يقارب اليوم عقدا من الزمن، هو الذي عقد حل معادلة هذا الشرق الأوسط، بعد معادلة القضية الفلسطينية. في سوريا اختلط اللعب مرة مع أمريكا ومرة مع روسيا، وثالثة مع إيران والصين. وبدا أن الحل لن يكون إلا بانسحاب طرف من رقعة اللعب لصالح طرف آخر. لذلك لا تخفي أوروبا أن مستقبل هذا البلد العربي ليس مع بشار الأسد. فقد قال وزير الخارجية الفرنسية في مقر الأممالمتحدة: «إن قبول دور للرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل سوريا لن يقودنا إلا للفشل». وأضاف أن حافظ الأسد هو المسؤول الأول عن الفوضى الحالية، موضحا: «إذا قلنا للسوريين إن المستقبل يمر بالأسد سيعرضنا ذلك للفشل»، داعيا الأوروبيين إلى تشكيل جبهة أوروبية موحدة للتعاطي مع الخلاف بشأن مستقبل بشار الأسد. وأشار إلى أن نوايا روسيا غير واضحة بعد، معربا عن أمله أن تقدم موسكو توضيحات في الأيام المقبلة بشأن الأزمة السورية. وحول الشرق الأوسط، قال فابيوس إن فرنسا ستدعم مبادرة لدفع عملية السلام، وذلك حتى لا يستفيد تنظيم «داعش» الإرهابي من الوضع الراهن. ولا تخفي ألمانيا دعمها لكل الجهود التي تبذلها الأممالمتحدة والدبلوماسية الدولية لإنهاء العنف والحرب في سوريا. وهي التي ترفض بشكل قاطع أي دور لبشار الأسد في الحكومة المؤقتة، وأي مستقبل سياسي له في سوريا، منبهة إلى أن التحضير لانتخابات برلمانية ورئاسية جديدة في سوريا واستعداد بشار الأسد لخوض هذه الانتخابات في ظل استعار الحرب القائمة على الأرض، يعد أمرا مستحيلا. « لن يقبل الشعب السوري، تقول ألمانيا، أن يخوض الأسد انتخابات رئاسية بعدما تلوثت يداه بدماء الشعب السوري». أما روسيا، التي تصنف على أنها الحليف الرئيسي لبشار الأسد، خصوصا بعد أن قبلت أن تشارك إلى جانب القوات النظامية في حربها التي تقول إنها على «داعش»، فلا ترى بعين الرضى لبقاء بشار الأسد على رأس السلطة. لقد قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، «جون برينان» إن لديه ثقة بأن الروس يريدون في نهاية المطاف رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، لإيجاد حل للنزاع في بلاده. ولكن السؤال هو «متى وكيف سيتمكنون من دفعه للرحيل؟». وأضاف «برينان» خلال مؤتمر في واشنطن حول الاستخبارات، أنه «رغم ما يقولونه، أعتقد أن الروس لا يرون الأسد في مستقبل سوريا». وأضاف «أعتقد أن الروس يدركون أنه لا يوجد حل عسكري في سوريا، وأن هناك حاجة إلى نوع من عملية سياسية». وتابع «السؤال يكمن في متى وكيف سيتمكنون من دفعه للخروج من المشهد». واعتبر المسؤول الأمريكي أن «المفارقة هي أنهم يعتقدون أن عليهم أولا تقوية الأسد، قبل أن تصبح بالإمكان إزاحته». وأضاف أن روسيا تريد أولا «الحصول على مزيد من النفوذ والتأثير» في سوريا قبل أن تذهب باتجاه «عملية سياسية تحمي مصالحها» في هذا البلد، خصوصا وأن لدى موسكو قاعدة عسكرية بحرية في طرطوس على الساحل السوري، هي الوحيدة لها المطلة على البحر المتوسط. وبالنسبة إلى الوضع الميداني في سوريا، اعتبر «برينان» أن هدف موسكو كان أولا أن تخفف عن قوات الأسد الضغط الذي تتعرض له من فصائل المعارضة المسلحة في منطقتي ادلب، وحماة. وأضاف «برينان» «ولكنهم، اكتشفوا أن تحقيق تقدم ضد المعارضة أصعب مما كانوا يتوقعون». لكن المحادثات ستستمر لإيجاد حل نهائي للوضع في سوريا، وهذه المرة بمشاركة إيرانية. أي دور لتركيا في المنطقة ؟ راهنت الولاياتالمتحدةالأمريكية من قبل على كل من مصر والدول النفطية الخليجية لدفع الإرهاب لساحة التغيير الديمقراطي العراقية بعد سقوط صدام حسين. وكان الهدف من ذلك، هو خلق الفوضى التي من خلالها تتم تصفية وتحجيم القوى والشخصيات السياسية المهمة والمؤثرة التي لا ترغب بها أمريكا في العراق. وجعلها عاجزة لا تقوى على شيء لتخسر قاعدتها الشعبية. غير أنه سيظهر في العقد الماضي الدور الكبير الذي لعبته دول النفط الخليجية في تنفيذ المشروع الأمريكي في المنطقة، من خلال بوابة تركيا، التي استفادت من دعم إعلامي غير مسبوق للترويج للثقافة التركية في كل المجتمعات العربية عبر المسلسلات التركية المدبلجة، والتي أثرت بشكل كبير في أخلاقيات الشارع العربي، خصوصا ترويجها لمفهوم الإسلام الأوروبي، أو الإسلام التركي المنفتح بأخلاقيات تختلف عن أخلاقيات أغلب دول الشرق الأوسط. هذه الدول التي أصبحت تعاني من الفوضى والمشاكل التي سببها انهيار الأمن والنظام فيها. لذا، فإن تركيا اليوم تسعى لفرض نفوذها وسيطرتها على هذه الدول، وعلى المنطقة ككل. لقد ظل نفوذ وتأثير تركيا على دول الشرق الأوسط، محدودا خلال العقود الماضية. لكنه منذ سقوط نظام صدام حسين، بدأ نفوذها يتصاعد بشكل تدريجي. رغم أنها كانت حيادية ولا تدخل في نزاعات الشرق الأوسط، باستثناء دعمها لأي جهد يمنع قيام دولة كردية في الشرق الأوسط. لذلك تسعى أمريكا اليوم إلى دعم أحلام تركية قديمة في خلق حكم عثماني تركي جديد، وسحب تركيا نحو الشرق الأوسط بعيدا عن أوربا. لقد أخطأ الأوربيون لعقود طويلة بعدم تقبلهم لتركيا في الاتحاد الأوربي الذي يبدو أنه سيهوي وينتهي، ولتصبح أوربا تعيش في اقتصاد متعثر تحت رحمة أمريكا. ويبدو أن تركيا لا تعول كثيرا اليوم على الانضمام للاتحاد الأوربي، لأنها بدأت تنظر باستراتيجية جديدة لقيادة الشرق الأوسط، في أفق توسيع نفوذ سيطرتها لاحقا على بعض أجزاء أوروبا المنهارة اقتصاديا، أمام نشوء قوى اقتصادية عالمية جديدة متعددة خارجها، وخاضعة للنفوذ الأمريكي. إن تركيا لها موقع استرتيجي كبير، إضافة إلى أنها بدأت تتجه باتجاه الإسلام المعتدل مبتعدة عن علمانيتها السابقة، وهي بذلك تبتعد عن أوربا باتجاه قيادة الشرق الأوسط بدعم وتخطيط أمريكي، أي أنها ستنفذ المخطط الأمريكي بالسيطرة على الشرق الأوسط لخلق هيكلية اقتصادية فيه، لتزعزع اقتصاد أوربا، وستؤدي إلى انهيار الاتحاد الأوروبي وخضوعه إلى أمريكا والوقوع في شركها. إن مفاتيح نهاية اللعبة الأمريكية في الشرق الأوسط ستبدأ بنهاية الحكم الإسلامي في إيران، ونشوء حكم قومي علماني موالي لأمريكا، وهو ما سيفضي إلى سيطرة أمريكية مطلقة على كل الشرق الأوسط، وليكون محكوما من قبل قطبين رئيسين هما إيران العلمانية، وتركيا، الإسلام المعتدل، كحلفاء لأمريكا. هذه هي السيناريوهات الممكنة التي سترسم بموجبها الخريطة الجديدة لمنطقة الشرق الأوسط.