كادت شركة، مفوض لها من طرف المكتب المسير لاتحاد الخميسات بتسويق منتوج المباراة التي جمعت الفريق الزموري بالرجاء البيضاوي، أن تشعل فتيل الشغب في ملعب 18 نونبر بالخميسات، ساعة قبل المواجهة الرجاوية الزمورية التي جمعت الفريقين أول أمس الأحد برسم الدورة 13 من دوري الدرجة الأولى لكرة القدم وانتهت بفوز البيضاويين بهدف لصفر حمل توقيع اللاعب عمر النجدي. واندلعت فورة غضب الجمهور الرجاوي أمام بوابة الملعب، حين تبين أن الشركة التي فوض لها المكتب المسير للاتحاد الزموري للخميسات تسويق المباراة تبيع تذاكر ولوج الملعب بتسعيرتين مختلفتين وفق منطق جهوي، فالتذاكر الخاصة بولوج المنصة الشرفة تباع للجمهور الزموري ب50 درهما، بينما حدد سعر 100 درهم للجمهور الرجاوي، دون أن يقدم باعة التذاكر أي مبرر لهذه التفرقة، بل إن تباين الأسعار طال أيضا المنصة المكشوفة. وقال محمد كيتو، وهو مشجع رجاوي يرافق الرجاء البيضاوي في جميع الرحلات الخارجية، ل»المساء»، إنه لأول مرة يصادف تفرقة عرقية وقبلية داخل المغرب، «لقد جبنا جميع المدن من وجدة إلى العيون ولم نعامل بهذا التعصب القبلي الذي يتطلب تدخلا عاجلا من المسؤولين، لأنه لا يمكن أن أشتري بضاعة في الخميسات بضعف الثمن المخصص للزموريين فقط لأنني وافد على هذه المدينة». ولاحظ مجموعة من مرافقي الرجاء البيضاوي، عدم الإشارة إلى الثمن في التذاكر التي اختلفت ألوانها حسب كل فئة من الجمهور، كما عانى بعض المتفرجين الذين اضطروا إلى تحمل الثمن الباهظ للتذاكر من صعوبات في تدبير ميزانيتهم التي تحملت طارئا غير منتظر. واتصلت «المساء» بعبد الله الكوزي الناطق الرسمي للاتحاد الزموري للخميسات، الذي أكد أن المكتب المسير للفريق قد قرر تفويض شركة خاصة لبيع التذاكر في تجربة هي الأولى من نوعها، وأضاف أن الفريق الزموري لا يتحمل مسؤولية تسويق منتوج المباراة. وعلى الرغم من أهمية التجربة، إلا أنها تميزت باختلالات عديدة، على مستوى التسويق، لا سيما حين تقرر التمييز بين الجماهير، مما ورط المسؤولين في مطب الجهوية، علما بأن الجمهور القادم من مدن مجاورة قد أوقع باعة التذاكر في ورطة لعدم تصنيفهما مع جمهور الرجاء أو الخميسات. ومن المفارقات الغريبة أن عدد التذاكر التي تم تسويقها حدد في 5000 آلاف تذكرة، بينما فاق عدد المتفرجين 8600 متفرج نصفهم من خارج الخميسات. وكانت إحدى المؤسسات الخاصة بالتسويق والإشهار بمدينة الدارالبيضاء، قد اشترت من مسيري الاتحاد الزموري للخميسات 5000 تذكرة دخول إلى الملعب التي تكلف الفريق الزموري بطبعها، إذ تحول بعض مسؤولي الفريق الزموري يوم الخميس المنصرم، إلى العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء لتسليم هذه التذاكر لمسيري مؤسسة التسويق والإشهار الذين قدموا لهؤلاء شيكا بالقيمة الإجمالية للتذاكر، وتراوحت أسعار ولوج الملعب ما بين 50 و30 درهما على ألا يتجاوز عدد تذاكر المنصة الشرفية 100 تذكرة، وهو الاتفاق الذي لم يطبق في المباراة، علما بأن جزءا من هذه التذاكر تم تخصيصه لبعض المؤسسات التجارية التي تربطها علاقة استشهار مع نادي الرجاء أيضا.