- De part sa copine... qu’-est ce que tu aime d’autre chez Mahdi..? كان هذا أول سؤال التقطتْه أذناي وأنا أستمع إلى خَوار / حوار أجراه منشِّط برنامج «لُوطولْكْ» «Le Talk» عماد قطبي مع «نجمَيه»، خرّيجي برنامج «كوميديا» (الذي تخصّص، منذ بضع سنين، في تخريج التّفاهات والسَّخافات، سيراً على نهج بقية برامج قنوات القطب العموميّ المتجمِّد).. ويصرُّ مقدم البرنامج، بشكل غريب، على طرح سؤال آخرَ لا يقل تفاهةْ عن بقية «أسئلته» لضيفيه/ «النجمين» ادريسْ ومْهدي: - واش هاد المْسْألة ما كاتْطرحْ ليكومشْ المشكِلْ مْع «لي في» (Les Filles)؟... وكان يقصد مسألة تقديم اسم أحدهما على اسم الآخر أثناء تقديمهما ل«عشاقهما».. أثناء الجواب، الذي كان تافهاً تماماً كالسؤال، تُسمَع ضحكات متبادَلة وتَلتقط أذن المستمِع «الجملة؟» التالية التي عقّب بها «المنشّط»: - (...) زْعما نْتا تْقصّي اللُّولْ عادْ هو.. نعم، هذا ما سمعتْه أذناي، والله أعلم.. ولا تنتظروا مني، طبعاً، أن أوضّح لكم أكثر من هذا أن «فعل» «القْصّانْ» يقصد به «منشِّط» البرنامج Les Filles، أي الفتيات، بالعربية –تاعْرابتْ.. مثلُ هذه البرامج (وغيرُها كثير..) التي أصبحت «تزخر» بها الإذاعاتُ المتناسلة في أيامنا هذه، تحتّم علينا تطارُحَ العديد من الأسئلة «الحارقة»، على حدّ تعبير اللعبي، أحدِ الرائعين. هذا الشاعر الكبير، الذي اكتوى، قبل حوالي ربع قرن من الزمان، بنوع آخرَ من الأسئلة.. أما الأسئلة، في زماننا هذا، فقد اضمحلّتْ إلى حدودٍ تبعث على الشفقة أكثرَ مما تبعثُ على «الحرقة» التي انقلبتْ «هذياناً» و«لغواً» فارغاً كلٌّ يلغو به كيفما شاء... ولّى زمنُ اللعبي، الذي «لم يركنْ أبدا لليأس ولم يرض للشعر بديلا سوى الكتابة، سوى حرقة الأسئلة، وفتح العينين واسعتين في العتمة، ليرى في ما يخفيه المجهول وما يقف حاجزا أمام قدرة الإنسان على التغيير»، كما قال عنه عبد الرحمان طنكول، ذاتَ تتويج مميّز وغير بعيد للّعبي... مضى زمن اللّعبي، الذي نعتذر منه ومن كثيرين من طينته، ممن كانت لديهم أسئلة أخرى «احترقوا» بها في مساراتهم وفي استشرافاتهم، بلغتهم الجميلة المبدِعة لينيروا لنا الطرقَ والمسالكَ لنهاياتٍ أخرى غيرِ التي انتهينا إليها، في زمن يحكم علينا بالاستماع إلى مثل هذه الأسئلة الهجينة والبليدة التي أضحتْ تسيطر على أمواج إذاعاتنا.. في زمن «الأجيال» الجديدة من الإذاعات، التي يُجمعُ «نجومُها» على مواجهة احتجاجاتنا واستنكاراتنا بالجواب ذاته: «بْذّْلوا الموجة».. أو «اختاروا أصلبَ دعامة (سارْية) إسمنتيّة أو عمود حديديّ وانطحوه برؤوسكم»!.. رؤوسٌ تستحق، في نظر هؤلاء «الفلاسفة» الجدد أن تتكسّر، لأنها تعجز عن «مسايرة الزمن الذي يعدو بسرعة قياسية إلى الأمام ولا يستطيع مسايرتَه إلا مَن يسايرون «ركضَه السريع»، على حد تعبيرهم.. إنما من حقنا أن نستوقف هؤلاء «اللاهثين» وراء «نجومية» خادعة، لنسألهم على الأقل: «إلى أين يسيرون بنا، بأسماعنا، وبأذواقنا في زمنهم «اللّاهث» والمهروِل هذا؟..