أكد أطباء ل"المساء" بأنهم يؤمنون بحق الطلبة والأطباء في توفير شروط معينة مقابل إلزامهم بالخدمة الإجبارية بالمناطق النائية والبعيدة لأنهم ليسوا ضد تعميم الخدمات الصحية بجميع التراب المغربي، مثلما يؤمنون بأن من حق جميع المرضى الاستفادة من الخدمات الصحية ومن العلاج، إذ إن الإضراب الذي لا يزال مستمرا أنهك آلاف المرضى ومعهم عائلاتهم، وكبدهم ولا يزال معاناة صحية ونفسية على وجه الخصوص، إذ إن العديد من المرضى، خاصة المصابين بالسرطان، ومن بينهم أطفال، يحرمون من المتابعة الصحية ومن الاستفادة من البرنامج العلاجي بشكل مضبوط وأن ما يتم من علاجات الآن بالمركز الاستشفائي ابن رشد يتم على حساب سواعد بعض الأطباء الذين يتوفرون على جرعات إنسانية زائدة وحس أخلاقي وتضامني عال مع جميع المرضى، بل إن من بين هؤلاء الأطباء من أجّل استفادته من عطلته الخاصة بدافع أخلاقي لإنقاذ أرواح المواطنين في ظل الإضراب المذكور. وأكدت بعض أمهات الأطفال المصابين بالسرطان ل"المساء" أن أطفالهم يوجدون في وضع صحي "مزري" بشكل يتطلب التعجيل ببداية العلاج في الوقت الذي يتم التأجيل بسبب هذا الإضراب دون مراعاة الجانب الصحي لهؤلاء الأطفال، بل إنهن تلقين إنذارات من بعض الأطباء من مغبة توقف العلاج في حال بدايته مما قد يشكل خطرا على صحة هؤلاء الأطفال وعلى علاجهم من تلك الأمراض الفتاكة. وأكدت بعض الأمهات أنهن يتتبعن بمرارة صعوبة استفادة أطفالهن من التطبيب بداخل المركز بسبب غياب تتبع دقيق وحريص لجميع الحالات وأنهن يلجأن أحيانا إلى البحث بأنفسهن عن بعض الأدوية من خارج المركز، علما أنها قد تكون متوفرة بداخله، وقد يصل الأمر أحيانا إلى توسل بعض الموظفين، على اختلاف مسؤولياتهم، لتغيير بعض الأدوية التي يتم ربطها بأجساد هؤلاء الأطفال بعد نفادها وتغييرها بأخرى، وقد وصفن الوضع ب"الكارثي" و"لا يحتمل" وأن وزارة الصحة مطالبة بالوقوف على تفاصيل هذه المعاناة التي تتكرر كسيناريو يومي ألفته الأمهات وسط أنين وبكاء صغارهن داخل فضاء "شبه فارغ" من الأطباء المتضامنين مع محنة الطلبة.