تحولت أجواء عاشوراء وما يرافقها احتفالا بالتقاليد والموروث بعدة أحياء شعبية بالدار البيضاء إلى شجارات ومشادات عنيفة تم خلالها تبادل اللكمات والتراشق بالحجارة والقنينات، مما أفزع عددا كبيرا من المواطنين الذين دفعتهم هذه الأجواء إلى العودة إلى منازلهم في انتظار أن تتوقف تلك الطقوس «العشوائية» التي زاغت عن نكهتها الطبيعية حيث طالما كان يتم التراشق بالماء. وقد عاينت «المساء» الهلع الذي أصاب عددا من المواطنين وهم يتجولون داخل الأحياء الشعبية، منها أحياء مولاي رشيد بمنطقة سيدي عثمان، حيث تم استعمال الماء الحارق «الما القاطع» وماء جافيل، والتراشق بالبيض «خامج» وكذا استعمال مسحوق الفحم بشكل حول الشكل العام للأحياء إلى برك عائمة للمياه الملوثة ورائحة البيض التي كانت تزكم أنوف المارين. وأمام رفض بعض المواطنين التعرض للرشق، فقد تحولت بعض محاولات الشباب رشق هؤلاء إلى مواجهة وتراشق بالكلام النابي وتبادل اللكلمات، فيما عبر الكثيرون عن غضبهم من هذه العادات التي خرجت عن اللباقة والمعهود وأخذن منحى عنيفا و»لا أخلاقيا». وقد أكدت مصادر ل»المساء» أن شاحنة لتوزيع المياه المعدنية بمنطقة سيدي عثمان تعرضت لهجوم من طرف بعض الشبان الذين كانوا ينخرطون في عملية «زمزم»، حيث نزعوا بالقوة من سائق الشاحنة مجموعة من قنينات الماء المعدني وتواروا عن الأنظار وهو ما حز في نفوس كل من عاينوا هذا المشهد، مؤكدين أن الأمور كادت تخرج عن السيطرة لو أن سائق الشاحنة ومساعده تمكنا من توقيف الفاعلين.