لا يكتفي الناخب الوطني بادو الزاكي في هذا الحوار الذي أجرته معه «المساء» بالحديث عن مباراتي المنتخب الوطني ضد منتخبي الكوت ديفوار وغينيا، بل يتحدث أيضا عن محيط المنتخب الوطني. يقول الزاكي في هذا الحوار «إننا في الطريق الصحيح، لكن ما لاأقبله هو أن تكون هناك محاولات خبيثة لبث السموم في محيط المنتخب الوطني أو تكسير لحمة المجموعة والتشويش عليها، لهؤلاء أقول إن المنتخب الوطني يمضي في الطريق الصحيح وأننا سنتأهل بحول الله أحب من أحب وكره من كره». كما يقدم تفسيره للتراجع أداء المنتخب الوطني في الجولة الثانية من مباراتي الكوت ديفوار وغينيا، والسر وراء توجيه الدعوة إلى 26 لاعبا لخوض المباريات الودية بدل 20 لاعبا. والسبب الذي دفعه إلى دعوة هشام مستور، لاعب مالقا الإسباني، دون إشراكه، وعن رأيه في الأداء الذي قدمه حكيم زياش في مباراته الأولى مع المنتخب. الناخب الوطني تحدث أيضا في هذا الحوار عما يقلقه وعما يجعله متفائلا، وعن خلافه مع مساعده مصطفى حجي، وشائعة الاستغناء عنه، وعن رأيه في ما قاله ضد الوزير نجيب بوليف. – خاض المنتخب الوطني لكرة القدم مباراتين وديتين أمام منتخبي الكوت ديفوار وغينيا، ما هي أهم الخلاصات التي خرجت بها من هذين المحطتين الإعداديتين؟ صحيح أننا لم نفز بأي من المباراتين، سواء أمام الكوت ديفوار(0-1) أو غينيا(1-1)، لكن في المباريات الودية النتائج ليست مهمة، بقدر ما أن الأساسي هو إصلاح الأخطاء، وأن يتحسن الأداء، وأن يواصل المنتخب الوطني سيره في خط تصاعدي، وهو ما اتضح في هذين المباراتين فقد كنا الأكثر صنعا لفرص التسجيل، ولو أن الفعالية كانت ولو بنسبة 10 في المئة قياسا للفرص التي تم خلقها لكنا فزنا بحصص عريضة، لكن التوفيق لم يحالفنا، ولذلك أسبابه..هذه هي كرة القدم، فقد تخلق فرصا للتسجيل ولا تتمكن من تسجيلها، وقد يحصل المنافس على شبه فرصة ويحولها إلى هدف. في مباراة الكوت ديفوار، تحكمنا في زمام المباراة، وخلقنا فرصا كثيرة، شبيهة بما كان عليه الأمر في مباراة ساوطومي، بل إننا خلقنا شوارع في الدفاع الإيفواري، وحولنا بطل إفريقيا إلى منتخب عادي، قبل أن يسجل الإيفواريون هدفا في الدقيقة 54 من ضربة ركنية، وبعدها من الطبيعي أن ترتفع معنوياتهم، وأن يتحسن أداؤهم، لكننا مع ذلك واصلنا خلق فرص التسجيل التي افتقدت للفعالية. في مباراة غينيا عشنا نفس السيناريو، وصنعنا العديد من فرص التسجيل، لكن غابت عنا الفعالية. في المحصلة النهائية، أنا راض عن ما قدمه المنتخب الوطني في مباراتيه الوديتين، وعن ما قدمه اللاعبون.. لو أننا لم نكن مسيطرين، ولم نصنع فرص التسجيل، حينها يمكن الحديث عن مشكل، أما وأن الأمر مخالف تماما لذلك، فأنا راض عن الحصيلة، ثم لا تنسوا أنه قبل كأس إفريقيا 2004 بتونس عندما كنت مشرفا على المنتخب الوطني انهزمنا أمام مالي بهدف لثلاثة بالدار البيضاء، لكن عندما جاءت المباراة الرسمية في الدور نصف النهائي في «الكان» فزنا على نفس المنتخب برباعية نظيفة، كما كنا قد انهزمنا أيضا أمام الكوت ديفوار بالرباط، لذلك لا داعي للقلق، فالمباريات الودية مناسبة لاستخلاص الدروس واستيعابها، وليست محطة للنوم في العسل. – تزامنا مع المباريات الودية، كثر الحديث عن محيط المنتخب الوطني؟ شخصيا كنت ومازلت مدربا يتقبل النقد، لأنني أعرف أنني أشتغل في مجال فيه الكثير من النقاش، ويحظى باهتمام الكثيرين، لا تنس أن الأمر يتعلق باللعبة الشعبية الأولى ليس في المغرب فقط، بل في العالم، لذلك، فإن صدري دائما رحب لأي انتقادات أو ملاحظات هدفها هو خدمة المنتخب الوطني ووضعه على السكة الصحيحة، حتى يكون في مستوى انتظارات الجمهور المغربي، والآمال العريضة التي يضعها عليه. قبل أن أتولى مهمة تدريب المنتخب الوطني وبعد أن ساءت النتائج كان النقاش يدور حول أن أزمة المنتخب الوطني ليست أزمة مدرب، ولكنها أزمة تكوين للاعبين يعرفها المغرب، وأن المشكل كذلك في غياب لاعب من طراز الإيفواري ديديي دروغبا أو الكامروني صامويل إيطو بإمكانه أن يحمل ثقل المنتخب الوطني على كتفيه.. وكان بعض ممن يتحدثون يقفزون على الفترة الجميلة التي قضيتها مع المنتخب الوطني بين 2002 و2005، والتي نجحنا خلالها في تشكيل منتخب وطني قوي، كان الوحيد مثلا الذي لم ينهزم في تصفيات المونديال، ومع ذلك لم يحالفه الحظ للمشاركة في مونديال 2006 بألمانيا. أنا كنت دائما مقتنعا بأن أزمة المنتخب الوطني ليست أزمة لاعبين، وأننا نتوفر على رصيد بشري مهم يجعلنا من بين أفضل خمس منتخبات إفريقية، إن لم يكن أفضل من بعضها. اليوم، لاحظوا كيف أن هذا النقاش لم يعد قائما، وأصبح الحديث يأخذ بعدا آخر من قبيل تجريب اللاعبين، أو عدم الاعتماد على هذا اللاعب أو ذاك. ما كنت أقوله تأكد اليوم، وهاهو كل هذا النقاش حول تكوين اللاعبين وغياب لاعب من حجم دروغبا أو إيطو يتوقف، ليأخذ مسارا آخر. هذا يعني أننا في الطريق الصحيح، لكن ما لاأقبله هو أن تكون هناك محاولات خبيثة لبث السموم في محيط المنتخب الوطني أو تكسير لحمة المجموعة والتشويش عليها، لهؤلاء أقول إن المنتخب الوطني يمضي في الطريق الصحيح وأننا سنتأهل بحول الله أحب من أحب وكره من كره. – قبل أن ننتقل إلى جوانب أخرى متعلقة بالمنتخب الوطني، دعنا بداية في الجوانب التقنية، بماذا تفسر انخفاض أداء المنتخب الوطني في الجولة الثانية، وهو الأمر الذي تكرر في مباراتي الكوت ديفوار وغينيا؟ في مباراتي الكوت ديفوار وغينيا، واجهنا منتخبين قويين، وإذا كنا سيطرنا في الجولة الأولى وخلقنا فرصا سانحة للتسجيل فهذا أمر جيد، ولو سجلت تلك الفرص لكان المنافس أصابه الإحباط، لكن من الطبيعي أمام منتخبات قوية من هذا الحجم أن يختلف الأداء، أن تسيطر في لحظات، وأن يسيطر الفريق الثاني في لحظات أخرى وأن يمر كل طرف بمرحة صعبة على امتداد دقائق المباراة، ففي النهاية نحن لا نلعب أمام الفراغ، ولكن أمام منتخبات لها حضورها ورصيدها، ثم إنه حتى في الجولة الثانية، فإننا كنا نحن من خلق أوضح فرص التسجيل. – لوحظ أنك في مباراتي الكوت ديفوار وغينيا الوديتين قد وجهت الدعوة ل26 لاعبا، ألم يكن من الأفضل تقليص العدد إلى 20 لاعبا فقط؟ قد أتفق معك في هذا الطرح، لكن الأمر يتعلق بمباراتين وديتين، وباستدعاءات يجب أن توجه للفرق التي يلعب لها هؤلاء اللاعبين حسب التواريخ المحددة من طرف الفيفا، وقد تعمدت استدعاء هذا العدد من اللاعبين، لأن هناك إصابات قد تغيب بعض اللاعبين، ولأن ظروفا طارئة يمكن أن تقع، وأيضا لنتجنب ما وقع في مباراة قطر الودية التي كنا قد أجريناها بالدار البيضاء، ومباراة ليبيا بمراكش، إذ مع توالي إصابات اللاعبين، اضطريت للاستنجاد بآخرين لم يكونوا ضمن اللائحة. علاوة على ذلك، فتقييمي للاعب وانسجامه مع المجموعة، ومدى قدرته على تقديم الإضافة لا يكون فقط داخل الملعب، بل خارجه، في الحصص التدريبية وفي المدرجات إن اقتضى الحال، فاللاعب من المفروض أن ينخرط في مشروع المنتخب الوطني من أي موقع، ومتى ما قررت الاعتماد عليه يجب أن يكون جاهزا.. المنتخب الوطني هو ملك لجميع المغاربة، وليس مكانا لجبر الخواطر أو ترضية هذا أو ذاك.. – وجهت الدعوة لهشام مستور، لاعب مالقا الإسباني، لكنك لم تشركه؟ مستور لاعب واعد، ولاعب للمستقبل، ومن المفروض أن يفرح لمجرد المناداة عليه للمنتخب الوطني، لقد اخترنا توجيه الدعوة له للتأقلم ولتهييئه، والمناداة عليه جاءت في هذا الإطار.. لم أعتمد عليه لأنه لم يكن مقبولا أن لا أشرك لاعبين يمارسون في فرقهم في الفترة الحالية، ولأن الأهداف من المباراتين واضحة جدا وهي التحضير لمباراة غينيا الاستوائية. مستور لاعب بمؤهلات جيدة، وسيكون له مستقبل كبير بحول الله، وسيأتي الوقت الذي سيتم فيه الاعتماد عليه. وجهت انتقادات لأداء وسط ميدان المنتخب الوطني، ما تعليقك أنت؟ أنا راض عن أداء لاعبي وسط الميدان، والمجهود الذي يقومون به، ولكي تعرف هل كان أداء وسط الميدان جيدا، كم هي عدد الفرص التي صنعها منتخبي الكوت ديفوار وغينيا، ومن سيطر على اللعب، ومن تحولت دفاعاته إلى شوارع.. لاعبو وسط الميدان قاموا بمجهود طيب، وأنا راض عن أدائهم.. – أيضا توجه لك انتقادات لإحداث تغييرات في لائحة المنتخب الوطني؟ التغيير ليس من أجل التغيير فقط، هناك لاعبون يفرضون أنفسهم، وهناك آخرين تبعدهم الإصابات عن المنتخب الوطني.. لقد كان مبارك بوصوفة ضمن اللائحة، لكنه الآن غير موجود لأنه أصبح بدون فريق، نور الدين امرابط أيضا مصاب، وأحمد المسعودي كذلك، جمال أيت بن يدر كذلك، كنت أوجه له الدعوة لكن عدم اعتماد المدرب طوشاك عليه دفعني إلى عدم توجيه الدعوة له، دون نسيان زكريا لبيض وأسامة السعيدي وأسامة طنان الذي كنت أنوي الاعتماد عليه، لكن الإصابة حالت دون ذلك.. التغييرات تفرضها وضعية اللاعبين، وأيضا بروز أسماء جديدة، فلايمكن أن يبرز اسم بشكل فعال ويمكن أن يقدم الإضافة للمننتخب الوطني ولا نوجه له الدعوة.. – تبدو متفائلا بخصوص مستقبل المنتخب الوطني، ما الذي يجعلك متفائلا؟ متفائل لعدة أسباب، ذلك أني أتوفر على مجموعة جيدة من اللاعبين المتحمسين لتحقيق نتائج إيجابية، ولأنني أعرف العمل الذي نقوم به داخل المنتخب الوطني.. – وما الذي يقلقك بخصوص أداء المنتخب الوطني؟ الذي يقلقني هو غياب الفعالية، عندما ستحضر الفعالية في الهجوم، وسيصبح بمقدورنا تحويل ولو نسبة 10 في المئة من الفرص التي تتاح إلى أهداف حينها سيكون كلام آخر.. – ما تعليقك على أداء حكيم زياش الذي فضل اللعب للمغرب بدلا من هولندا؟ زياش قدم شهادة اعتماده، ففي أول ظهور له قدم مؤشرات إيجابية على أنه سيكون له شأن كبير، سواء من خلال تموضعه أو تمريراته، ولو لم يكن بكل هذه المؤهلات لما حاول المنتخب الهولندي أن يستقطبه إلى صفوفه، علما أنه أبات عن تعلق كبير بالمغرب، وهو يختار المغرب، وإن كنت أحرتم أيضا اختيارات اللاعبين الآخرين الذين فضلوا اللعب لهولندا. – أثير جدلا واسع حول خلافات بينك وبين مساعدك مصطفى حجي، ما حقيقة هذه الخلافات؟ في المنتخب الوطني نشتغل كمجموعة أنا قائدها، وأنا من يتحمل المسؤولية، نحرص على أن يكون هناك انسجام وأن يقوم كل عضو في الطاقم التقني بالدور المنوط به.. بالنسبة لحجي هو عضو داخل هذا الطاقم، هناك خارطة طريق وخطة عمل، ومادام حجي إلى اليوم عضوا في الطاقم التقني فمعنى ذلك أن الأمور على أحسن مايرام.. ثق أنه عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني ومصلحته فلا مجال للمزايدات أو لأي أمور من هذا القبيل، فمن سيمضي في إطار خطة العمل المرسومة، سيجد نفسه ضمن دائرة المنتخب الوطني، ومن لم يكن كذلك، حتما سيجد نفسه خارج سفينة المنتخب. – سرت أيضا إشاعة مفادها أن فوزي لقجع رئيس الجامعة فاتح عميد المنتخب الوطني المهدي بنعطية ووكيل أعماله في شأن البحث عن مدرب بديل، بل واستدعى الأمر توضيحا من بنعطية على صفحته في «الفايسبوك»، ما هو تعليقك؟ تمنيت لو أن بنعطية لم يرد على مثل هذه التفاهات، لأن مروجي الإشاعات يبحثون عن ما يغذي ماكينة الإشاعات، لقجع وبنعطية أكبر من هذه التفاهات، ولايمكن لهما أن يقوما بمثل هذه الأمور، لأنني أعرف لقجع جيدا، واعرف ما يقوم به من أجل خدمة المنتخب الوطني، مثلما أعرف احترافية وأخلاق بنعطية. – انتقد محمد نجيب بوليفة الوزير المنتدب لدى وزير النقل والتجهيز أداء المنتخب الوطني، بل وطالب برحيلك؟ من حق الوزير أن يدلي برأيه بخصوص المنتخب الوطني، فالأمر بتعلق بمنتخب لكل المغاربة، وإذا كان طالب برحيلي فهو حر، ولا يمكن لي أن أصادر رأيه..