مرة أخرى يعود الشك ليخيم على أداء المنتخب الوطني لكرة القدم، فقد اكتفى «أسود» الزاكي بتعادل مخيب أمام المنتخب الغيني بهدف لمثله، في المباراة الودية التي جمعت بينهما أول أمس الإثنين، بملعب أدرار بأكادير، تاركين خلفهم الكثير من علامات الاستفهام. وإذا كنا نتفق على أن الفوز في المباريات الودية ليس مهما، وأن الأساسي هو تصحيح الأخطاء وبعث الاطمئنان في النفوس قبل المباريات الرسمية، إلا أن وقائع مباراة غينيا لم تطمئن الكثيرين، وجعلت الشك «يأكل» القلوب. إذا كان المنتخب الوطني قد نجح في خلق العديد من فرص التسجيل في المباراة الأولى أمام الكوت ديفوار، وهي الفرص التي لم يتمكن من تسجيلها، إلا أنه في مباراة غينيا خلق المنتخب الوطني فرصا أقل، ومرة أخرى غابت الفعالية، ولم يتمكن من إحراز هدف التعادل إلا بواسطة ضربة جزاء انبرى لها عمر القادوري. إذا كان يوسف العربي قد أزعج دفاع المنتخب الإيفواري، وخلق له متاعب عديدة، ورغم ذلك وجه له البعض انتقادات غير مفهومة، إلا أن البديل عاطف شحشوح لم يكن في المستوى المنتظر، وبدا تائها دون أن تكون له القدرة على إزعاج دفاع المنتخب الغيني، وهنا يطرح التساؤل ألم يكن من الأفضل تجديد الثقة في يوسف العربي، والدفع به أساسيا خصوصا أنه تم تغييره في المباراة الأولى أمام الكوت ديفوار على وقع احتجاجات الجمهور الذي لم يستسغ عدم تمكنه من التهديف!؟ وهل العقم الهجومي الذي يعيشه خط هجوم المنتخب الوطني مرتبط بالمهاجمين الذين يتم اختيارهم، أم باختيارات المدرب التكتيكية، وقد شاهدنا كيف أنه عندما لعب المنتخب الوطني بمهاجمين، وتحول إلى خطة 4/4/2 فإنه شكل خطرا على مرمى المنتخب الغيني وكان قريبا من إضافة الهدف الثاني. على مستوى وسط الميدان مازال منير عوبادي وكريم الأحمدي يلعبان بنفس الطريقة، دون قدرة على استخلاص الكرات من المنافس، لكن المثير هنا هو أن بادو الزاكي وطاقمه التقني مازال لم يعيا بعد أن هناك خللا كبيرا هنا، وأنه يجب البحث عن بدائل إما على مستوى اختيارات اللاعبين، أو بدائل تكتيكية تغير حال المنتخب الوطني إلى الأفضل. لقد وجه الزاكي الدعوة لعدد كبير من اللاعبين للمشاركة في مباراتي الكوت ديفوار وغينيا، وإذا كان بعض اللاعبين قد نالوا الكثير من الفرص كما هو الحال مع يونس بلهندة وعاطف شحشوح، فإن آخرين لم تتح لهم الفرصة، فما الجدوى مثلا من توجيه الدعوة إلى هاشم مستور لاعب مالقا الإسباني، دون أن يتم الاعتماد عليه في أي مباراة، ودون أن يتم الدفع به ولو لربع ساعة في المباراة الثانية. وما الجدوى من منح دقائق معدودة لرشدي أشنطيح، هو الذي كشف عن محدودية كبيرة في الأداء. هناك الكثير من علامات الاستفهام، وهناك العديد من الفراغات، فبعد سنة ونصف على تولي الزاكي مهمة قيادة المنتخب الوطني فإن المفروض أن تكون الصورة قد اتضحت سواء في ما يتعلق بالتشكيلة الأساسية، أو البدائل، لكن ولنكن صرحاء فالمنتخب الوطني يحتاج إلى الكثير من الأمور، لعل أهمها أن يكون الناخب الوطني جريئا في اختياراته، أما أن نقول إن « هاد الشي اللي عطا الله»، فهذه الجملة يمكن لأي كان أن يقولها وهو يقود المنتخب الوطني..