في تطور لافت، علمت «المساء» من مصادر جد مطلعة أن قيادة حزب الاستقلال تتجه، خلال الأيام القادمة، نحو عقد خلوة تنظيمية من خلال ندوة داخلية تخصص بالدرجة الأولى للنقد الذاتي ومساءلة حميد شباط، أمين عام الحزب، على تدبيره منذ انتخابه خلفا لعباس الفاسي إلى انتهاء الاستحقاقات الانتخابية ل 4 شتنبر. يأتي ذلك في وقت وجد فيه أمين عام حزب الاستقلال نفسه في وجه عاصفة من الانتقادات، خلال اجتماع اللجنة التنفيذية المنعقد يوم الجمعة الماضي بالمركز العام للحزب، والذي انصب بالأساس على تدبير شباط للحزب، حسب ما كشفت عنه مصادر «المساء». وأشارت هذه المصادر إلى أن انتقادات حادة وجهت إلى شباط بخصوص تدبيره وسياساته وكذا تأجيله انعقاد المجلس الوطني للحزب، الذي كان مقررا في 17 أكتوبر الجاري، إلى وقت لاحق. ووفق المصادر ذاتها، فإن ذلك التأجيل اعتبر محاولة للهروب من قبل شباط من المساءلة أمام برلمان الحزب بشأن النتائج المخيبة لآمال الاستقلاليين بمناسبة انتخابات المجالس الترابية، فيما كانت اللجنة التنفيذية قد بررت ذلك التأجيل، خلال اجتماعها يوم الأربعاء 8 أكتوبر الحالي، بأنه كان بهدف التفرغ للتعبئة لانتخابات رئاسة مجلس المستشارين. إلى ذلك، فشل أمين عام حزب الاستقلال في فرض مرشحه، المستشار عبد السلام اللبار، على رأس فريق الحزب بمجلس المستشارين، بعد أن ووجه برفض غالبية أعضاء اللجنة التنفيذية، وطموح كل من رحال المكاوي، الكاتب العام الأسبق لوزارة الصحة، وسيدي محمد حمدي ولد الرشيد، نجل حمدي ولد الرشيد، عضو اللجنة التنفيذية للحزب. وكشف اجتماع اللجنة التنفيذية، المنعقد يوم الجمعة الماضي، بنقطة وحيدة في جدول الأعمال هي رئاسة الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس المستشارين، عن صراع قوي حول خلافة محمد الأنصاري بين ثلاثة أسماء، هي: رحال المكاوي، وسيدي محمد حمدي ولد الرشيد، وعبد السلام اللبار. وحسب مصادر من اللجنة التنفيذية، فإن أمين عام حزب علال الفاسي يبدي ميلا لرئاسة اللبار للفريق، على حساب كل من المكاوي ونجل حمدي ولد الرشيد، غير أن هذا الميل ووجه برفض أعضاء في اللجنة التنفيذية وبطموح باقي المرشحين، مشيرة إلى أنه أمام هذا الوضع حاولت اللجنة التنفيذية الوصول إلى توافق بين أعضائها حول أول رئيس للفريق في أول مجلس للمستشارين في ظل الدستور الجديد، لتفادي اللجوء إلى التصويت، غير أن مسعاها لم يكتب له النجاح. إلى ذلك، لجأت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، في ظل عدم توافق المرشحين الثلاثة، وبإجماع أعضائها، إلى تكليف الرئيس المستشار محمد الأنصاري، عضو اللجنة التنفيذية وآخر رئيس للفريق الاستقلالي بالغرفة الثانية، بالاستمرار مؤقتا في تمثيل الفريق في اجتماعات الغرفة الثانية والتعبير عن مواقف الحزب بخصوص التعديلات التي يجب إدخالها على النظام الداخلي لمجلس المستشارين، إلى حين الاتفاق على رئيس للفريق. من جهة أخرى، قررت اللجنة التنفيذية تكليف الأمين العام للحزب بمتابعة المشاورات مع المرشحين بهدف الخروج بمرشح توافقي.