يبدو أن السكن والاستقرار بجوار الطرق السيارة والشوارع التي تعرف حركة مرور كثيفة مثل الشوارع الكبرى، قد لا يخلوان من عواقب صحية وخيمة على الصحة الإنسانية، سيما لدى الأطفال، وذلك حسب ما ورد في نتائج دراسة فرنسية للمعهد الفرنسي للصحة والأبحاث الطبية. الدراسة التي أشرف فيها الباحثون الفرنسيون على عينة واسعة من الأطفال يعانون من سرطان الدم (اللوكيميا)، أكدت أنه بالإمكان قياس العلاقة بين الشروط البيئية لعيش الأطفال في سن أقل من 15 سنة، ومدى إمكانية إصابتهم بمرض السرطان. حسب هذه الدراسة التي تناولت أزيد من 2760 حالة إصابة بمرض اللوكيميا، عند أطفال دون سنة ال 15 سنة، ثبت أن 30 بالمائة من هؤلاء الأطفال المصابين بالمرض، يعيشون بالقرب من طرق كبرى ذات كثافة مرورية، وقد استنتج الباحثون أيضا، فرضية ازدياد إمكانية تعرض الأطفال للمرض، كلما كان محل سكناهم بالقرب من طرق سيارة أو طرق ذات حركة مرورية كثيفة، وهو الأمر الذي تم إيعازه إلى تعرض الأطفال لنسب كبيرة من التلوث الناشئة عن الغازات العادمة لمحركات السيارات والشاحنات، مما اعتبرته الدراسة أحد العوامل المباشرة لارتفاع نسبة الإصابة بالمرض عند الأطفال القاطنين بهذه الأماكن. ذكرت الدراسة كذلك، أن مرض اللوكيميا الناتج عن سرطان يطال الخلايا الجذعية للعظام، وهي المسؤولة عن إنتاج الكريات الحمراء داخل الدم، ويمكن له أن يصيب البشر في جميع الأعمار، لكن تبقى هناك عوامل مشجعة على ظهور سرطان الدم، يبقى أهمها التعرض للإشعاعات النووية، أو أشعة x، وكذا التعرض لبعض أنواع المواد الكيماوية الملوثة مثل البنزين أو باقي الهيدروكاربورات.