بلال البوجدايني قال أنيس بيرو، الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، إن المغرب ليس دركيا لأوروبا، مؤكدا أن المملكة اختارت توجهها لحل مشاكل الهجرة وفق المقاربة التي تراها مناسبة دون الخضوع إلى إملاءات الاتحاد الأوروبي أو أي جهة أخرى، وأنها تتصرف بشكل قانوني وأخلاقي. وأكد الوزير في لقائه ب«ليفينيت ماكيور» الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية الهنغاري، بمقر وزارته بالرباط، أن المغرب يتعاون مع الجميع في شؤون الهجرة، وخصوصا مع إسبانيا، مشددا على ضرورة محاربة الجماعات التي تتاجر في البشر، مبرزا الدور الذي تقوم به المملكة لإيقاف محاولات الهجرة سرا نحو الشمال، وكذا إيقاف أنشطة المافيات التي تشتغل في هذا المجال. وأكد بيرو أن ملف الهجرة ومشاكلها يستوجب تنسيقا وتعاونا بين الشمال والجنوب، وأنه لا توجد أي دولة تستطيع أن تواجه لوحدها مشاكل وتحديات الهجرة، قائلا: «لا بد من التعاون والتنسيق بين الجميع للوصول إلى نتائج مرضية». كما أشار الوزير المغربي إلى المجهودات التي قام بها المغرب لتسوية أوضاع مهاجرين، إذ أورد أن المملكة قامت بتسوية الوضعية القانونية ل18600 مهاجر من دول جنوب الصحراء الكبرى، و4500 سوري، و500 آخرين تم منحهم اللجوء، مؤكدا أن الحل الجذري للمشكلة يكمن في توفير تنمية في البلدان المصدرة للهجرة. كما استحضر المسؤول المغربي تجربة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقت سنة 2005، والتي استهدفت المناطق الهشة والفقيرة، مشيرا إلى ضرورة نهج برنامج للتنمية في بلدان الهجرة تضاهي هذه المبادرة بشراكة ثلاثية بين أوروبا والمغرب وبلدان جنوب الصحراء. وفي معرض حديثه، أكد المسؤول الهنغاري أن حكومة بلده تنوه بالمجهودات المغربية المبذولة في مجال الهجرة، مؤكدا حاجة بلاده لمجهودات المغرب في هذا المجال. موضحا أن بلده استقبلت خلال السنة الحالية أزيد من 300 ألف لاجئ، وأن العدد مرشح لبلوغ نصف مليون. يشار إلى أن المغرب يقوم بمجهودات كبيرة لإيقاف موجات الهجرة نحو الشمال، وابتكار سياسات جديدة ما جعله بلدا يشكل مكان استقرار لبعض المهاجرين.