في الوقت الذي تترقب فيه مديرية الأرصاد الجوية الوطنية أن يستمر هبوب رياح قوية على الساحل الأطلسي وسقوط أمطار معتدلة إلى قوية نسبيا خلال الأسبوع الجاري، في معظم مناطق شمال ووسط البلاد، فإن وزارة التجهيز والنقل المغربية لم تصدر أي بلاغ بخصوص وضعية الحالة الطرقية التي تفيد أخبار من مختلف أنحاء البلاد بأن العديد من الطرق أغلقت بسبب تهاطل كميات كبيرة من الأمطار نهاية الأسبوع الماضي. ووصلت مقاييس الأمطار في بعض المدن المغربية إلى 90 ميليمترا، كما سجل ذلك مؤشر تساقط الأمطار بمدينة إفران و55 ميليمترا في مدينة تازة، و37 ميليمترا بالدار البيضاء وبالرباط، وبسلا سجل 33 ميليمترا و31 ميليمترا بتارودانت والنواصر و30 مليمترا بسيدي سليمان، وهي كميات كافية ل«تعرية» واقع البنية التحية ببلادنا «المتردية» نتيجة غياب «حكامة جيدة» و«استراتيجية واضحة في مجال تدبير المخاطر»، يقول مسؤول الدراسات الاستراتيجية والحكامة، محمد حركات، الذي أضاف في تصريح ل«المساء» أننا في المغرب ما زلنا نفتقد إلى نظام دراسي حول استراتيجية تدبير المخاطر، حيث تكتفي بعض المدارس العليا الخاصة بتدريس ما يتعلق فقط باستراتيجيات التدبير التجاري، وتغيب مسألة تدبير المخاطر في مؤسساتنا الجامعية وفي المدارس العليا، هذا بالإضافة إلى أن المسؤولين المحليين والمنتخبين يفتقدون إلى رؤية واضحة لتصريف مختلف الطوارئ الطبيعية وغيرها، وذلك بالنظر إلى افتقداهم لتكوين شامل يتعلق بكل ما هو بيئي وتنموي. وتفيد مصادر من مدن مختلفة حدوث اختناقات في قنوات تصريف مياه واد الحار، ليلة الجمعة- السبت الماضية، وعرقلة حركة السير بالعديد من الطرق، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى مياه بعض الأنهار التي سبق لها أن «ثارت» في السنة الماضية، مخلفة فيضانات خطيرة، كما هو الشأن بالنسبة إلى واد بهت الذي يخترق مدينة سيدي سليمان، حيث نقلت مصادر من المدينة أن ساكنتها المجاورين للواد قضوا ليلة شبه بيضاء خوفا من تكرار فيضان السنة الماضية في مثل هذا الوقت بالذات.